قصة ملوك الارض الاربعة الذين حكموا الأرض
وهو من هزم
جيش المصريين والاشوريين معا في معركه
كركميش عام 600 قبل الميلاد واختلف
العلماء في الوقت الذي ارسل فيه بختناصر
على بني اسرائيل فقيل كان في عهد ارميا
النبي وقيل انما ارسله الله على بني
اسرائيل لما قتلوا يحيى بن زكريا عليهما
الصلاه والسلام وكان ابتداء امر بختناصر
ما ذكره سعيد بن جبير رضي الله عنه قال
قرا قوله تعالى بعثنا عليكم عبا لنا اولي
باس شديد قال اي ربي ارني هذا الرجل الذي
جعلتها لك بني اسرائيل على يده فراى في
المنام مسكينا يقال له بخت نصر ببابل فسار
على سبيل التجاره الى باب وجعل يدعو
المساكين ويسال عنهم حتى دلوه على بختنصر
فارسل من يحضره فراه صعلوكا مريضا فقام
اعطاه نفقه وعزم على السفر فقال له بخت
نصر وهو يبكي فعلت معي ما فعلت ولا اقدر
على مجازاتك قال بلى تقدر عليه تكتب لي
كتابا ان ملكت اطلقتني فقال اتستهزئ بي
فقال انما هذا امر لا محاله كائن ثم ان
ملك الفرس احب ان يطلع على احوال الشام
فارسل انسانا يثق به ليعرف له اخبار
وحالما فيه فسار ومعه بخت نصر فقير لم
بلاد الله خيلا ورجالا وسلاحا ففت ذلك في
ذرعه فلم يسال عن شيء وجعل بغتنا الصري
يجلس مجالس اهل الشام فيقول لهم ما منعكم
ان تغزو بابل فلو غزوتموها ما دون بيت
مالها شيء فكلهم يقول له لا نحسن القتال
فلما عادوا اخبر الطليعه بما راوا من
الرجال والسلاح والخيل وارسل بخت نصر الى
بما كان فاراد الملك ان يبعث عسكرا الى
الشام واستشار في من يكون عليهم فاشاروا
ببعض اصحابه فقال لا بل بخت نصر فجعله
عليهم فساروا فغنموا واوقعوا ببعض البلاد
وعادوا سالمين وكان السبب في مسيره الى
بني اسرائيل انه لما استعمله الى الشام
فصالحه اهل دمشق وبيت المقدس فعاد عنهم
واخذ رهائنهم فلما عاد من القدس الى طبريه
بختنا الصرف فقتلوه وقالوا داهنت اهل بابل
وخذلتنا فلما سمع بخت نصر بذلك قتل
الرهائن الذين معه وعاد الى القدس فاخربه
وكانت هذه الاسباب الظاهره وانما السبب
الكلي الذي احدث هذه الاسباب الموجبه
للاڼتقام من بني اسرائيل هو معصيه الله
سبحانه وتعالى ومخالفه اوامره وكانت سنه
الله عز وجل في بني اسرائيل انه اذا ملك
الى احكام التوراه فلما كان قبل مسير بخت
نصر اليهم كثرت فيهم المعاصي وكعث الله
اليه ارميا النبي قيل هو الخضر عليه
السلام ولم يتم الوثوق من هذه المعلومه او
التحقق منها فاقام فيهم يدعوهم الى الله
سبحانه وتعالى وينهاهم عن المعاصي ويذكر
لهم نعمه الله عليهم فلم يرعوا فامره الله
عز وجل ان يحذرهم عقوبته وانه ان لم
يرجعوا لطاعه الله سلط الله عليهم من
يقتلهم ويسبي ذراريهم وېخرب مدينتهم
ويستعبدهم فلم يستجيبوا فارسل الله عز وجل
اليه
لاقيضن لهم فتنه تذروا الحليم حيران فيها
ويضل فيها راي ذي الراي ولا اسلطن عليهم
جبارا قاسېا وانزع من صدره الرحمه يتبعه
عدد مثل سواد الليل وعساكر مثل قطع السحاب
يهلك بني اسرائيل وينتقم منهم وېخرب بيت
المقدس وفي الروايه التي لم نقف عليها
مشاهدينا انه لما سمع ارمي عليه السلام
ذلك صاح وبكى وشق ثيابه وجعل الرماد على
راسه وتضرع الى الله عز وجل في رفع ذلك
عنهم في ايامه وفي الروايه ان الله اوحى
اليه وعزتي لا اهلك بيت المقدس وبني
اسرائيل حتى يكون الامر من قبلك ففرح
ارميه وقال لا والذي بعث موسى وانبياءه
بالحق لا امر بهلاك بني اسرائيل ابدا واتى
ملك بني اسرائيل فاعلمه بما اوحى الله
اليه فاستبشر وفرح ثم لبس بنو اسرائيل بعد
هذا الوحي ثلاثه سنين ولكنهم لم يزدادوا
الا معصيه واثما وتماديا في الشړ والفجور
وذلك حين اقترب هلاكهم قل الوحيد حيث لم
يكونوا هم يتذكرون فقال لهم ملكهم يا بني
اسرائيل انتهوا عما انتم عليه قبل ان
ياتيكم عڈاب الله فلم ينتهوا فالقى الله
عز وجل في قلب بخت نصر ان يسير الى بني
اسرائيل ببيت المقدس فسار في العساكر
الكثيره التي تملا الفضاء وبلغ ملك بني
اسرائيل الخبر فاستدعى ارمي النبي فلما
حضر عنده قال له يا ارميا اينما زعمت ان
ربك اوحى اليك الا يهلك بيت المقدس حتى
يكون الامر منك فقال ارمي ان ربي لا يخلف
الميعاد وانا به واسق فلما قرب الاجل وارد
الله عز وجل اهلا اهلاكهم ارسل الله ملكا
في سوره ادمي الى ارميه وقال له استفتح
فاتاه فقال له يا ارمي انا رجل من بني
اسرائيل استفتيك في ذوي رحمي وصلت ارحامهم
بما امرني الله به واتيت لهم حسنه وكرامه
فلا تزيدهم كرامتي اياهم الا سخطا لي وسوء
سيره معي فافتني فيهم قال له احسن فيما
بينك وبين الله وصل ما امرك الله به ان
تصله فانصرف عنه ثم عاد اليه بعد ايام في
تلك الصوره فقال له ارميه اما طهرت
اخلاقهم وما رايت منهم ما تريد فقال والذي
بعثك بالحق ما اعلم كرامه ياتيها احد من
الناس الى ذوي رحمه الا وقد اتيتها لهم
وافضل من ذلك فلم يزدادوا الا سوء سيره
فقال