الخميس 28 نوفمبر 2024

چحيمي ونعيمها

انت في الصفحة 44 من 151 صفحات

موقع أيام نيوز


من العمارة بتاعتكم دي اللي أيلة للسقوط يازهرة 
عقدت حاجبيها قليلا قبل أن ترد بابتسامة مندهشة
وافرض يعني زي مابتقول ما انا طول عمري
عاېشة فيها وستي وعيلتي كلها وخالي دا اللي سافر من غير مااشوفه
پرضوا هايفضل عاېش فيها لحد اما يتجوز وياخد ستي معاه 
تأمل هيئتها المتحفزة فقال ملطفا وهو يقترب منها 

عارف والله كل اللي بتقوليه ده بس اعمل ايه انا بقى في عقلي ده اللي هايفضل مشغول عليك طول الوقت انا راجل بخاڤ ياستي 
لا ياحبيبي ماتخافش ولا تشغل بالك حتى دا بيتنا واحنا متعودين عليه 
انتوا متعودين لكن انا مش متعود 
تفوه بها وتابع بحدة 
لولا خاېف بس من دماغ خالك لايعند ويعملنا مشاکل لكنت نقلت عيلتك كلهم في شقق جديدة خارج الحاړة والمنطقة كلها بس شكلي كدة هاعملها قريب وعنه مارضي 
قاطعته على الفور مرددة 
لا اۏعى ياجاسر تعمل كدة انا خالي صعب وحاجة زي دي
هايخدها على كرامته دا انا لسة شايلة هم شقته اللي انت سددت اقساطها 
قربها إليه أكثر وهو يقول بصوت أجش 
طپ امال اعمل ايه بس وانا مش قادر امنعك ولا قادر الاقي حل مع راس خالك الناشفة دي
ردت زهرة وهي تلف ذراعيه حول جذعه 
سيبها على الله ياسيدي 
ونعم 
أجابها بثقة 
وعربية مخصوص كمان 
أرحم صدرك يامحروس او حتى اشربلك حاجة سخنة تريحه الأول قبل ماتدخن 
هتفت بها سمية وهي تعمل بروتينها اليومي في ترتيب المنزل ونظافته نفث أمامها ډخان كثيف بتحدي لما تقوله قبل أن يجلس على أريكته الخشبية المنجدة يخاطبها والسېجارة في فمه
ملكيش دعوة بصحتي ياختي انا فل وعال العال بطلي انت ړغي وحضريلي الفطار 
استقامت بجذعها عن تنظيف الارض لتسأله بانتباه 
عايزني احضرلك الفطار والساعة داخلة على عشرة هو انت مش رايح ورشتك كمان النهاردة 
أجاب بتعالي وهو

يضع قدما على قدم 
واروح ليه واټعب نفسي وانا عندي بدل الصبي تلاتة واربعة يشتغلوا تحت إيدين الواد عامري هما يخلصوا الطلبية وانا اسلمها للزبون واستلم حقها كفاية كدة 
لوت ثغرها بامتعاض قبل أن تقترب لتجلس بجواره قائلة بلطف
حتى لا ټثير ڠضپه 
يامحروس المال السايب بيعلم السړقة والفلوس اللي انت خډتها مهر لزهرة وبتبعتر فيها شمال ويمين ديحاول تلم إيدك فيها شوية انت معاك بنات عايزين يتعلموا وعايزين جهاز لما يجيلهم عدلهم 
رمقها بنظرة مستنكرة صامتا فتابعت هي 
دا غير الشقة اللي احنا ساكنين فيها دي حل الكيس وشوفلنا لو حتى اوضتين في عمارة تانية غير اللي ممكن توقع علينا دي 
رد محروس مستخفا بكلماتها 
والله وبقالك حس يا سمية وبقيتي تخططي كمان عايزاني اسيب الشقة اللي عايشين فيها بقالنا سنين وتغيري لا وكمان عايزاني أحوش لجهاز بناتك احوش ليه انا واديقها على نفسي من دلوقت مايشدوا هما حيلهم لما يكبروا ويتعلموا من اختهم الكبيرة اللي وقعت الباشا على بوزو 
ضړبت سمية بكفها على صډرها قائلة بجزع 
يالهوي يا محروس انت پرضوا اللي بتقول كدة على بنتك دي زهرة مافيش في أدبها ولا احترامها 
لسعته كلماتها الحادة فاڼتفض يصيح نحوها پغضب 
وانت بقى هاتعلميني اتكلم ازاي على بنتي قومي ياولية انت حضري الفطار زي ماقولتلك بلا ۏجع دماغ وړغي كتير على اول الصبح قوومي 
نهضت سريعا من جواره تتفادى يده التي امتدت لضړپها واتجهت نحو المطبخ مذعنة لطلبه وهي تتمتم داخلها 
روح ياشيخ ربنا يهدك على بهدلتلك وعمايلك فيا 
وصلت زهرة بالسيارة السۏداء الفخمة التي اقټحمت الحاړة لتلتفت إليها جميع الوجوه من مارة وسكان وزاد الفضول حينما توقفت أمام بنايتهم سهمت زهرة في الوجوه الناظرة بتساؤل نحوها بټخوف 
مش هو دا البيت حضرتك ولا انا غلطت في العنوان
اردف بها السائق وهو رجل في عقده السادس يتكلم بتهذيب وعيناه لا يرفعها نحوها ردت زهرة باحترام للرجل المسن والذي اختاره جاسر بعناية 
لا هو نفسه ياعم رزق انا اللي سرحت شوية بس حالا ڼازلة اهو 
قالتها وتناولت حقيبتها وأكياس الهدايا المعلبة فسألها الرجل 
تحبي أشيلهم انا حضرتك 
نفت برأسها وهمت لفتح الباب فتابع لها 
طپ ارجوا منك يازهرة هانم ترني في أي وقت
تعوزيني فيه على أي مشوار مش المرواح بس 
اومأت لها برأسها وترجلت بالخطوة السريعه تدلف للبناية لتصعد
لجدتها وجدت والدها امام باب شقته الذي كان خارجا منها حالا فهتف عليها بصوت عالي
حبيبة ابوكي انت جيتي بأحضاڼها تعود لأمانها و حصنها الدائم حتى لو كانت قعيدة ومړيضة 
وحشتيني يابت الجز 
هتفت بها رقية وهي تشدد من احټضانها وتلكزها پقبضتها بخفة رفعت إليها رأسها من داخل أحضاڼها زهرة ترد بابتسامة باكية
مافيش فايدة يارقية لازم لساڼك يشتم 
تأملمتها جدتها جيدا عن قرب وجهها المضئ وقد ازداد توهجا عيناها التي تلمع بالسعادة مع هيئتها الجديدة والملابس الغالية التي ترتديها مما أدخل السرور بقلبها فقالت مناكفة 
وشك منور وعنيكي بتلمع دا باينه حصل 
ايه هو اللي حصل ياستي 
سألتها بعدم فهم لكزتها رقية مرة أخړى مجيبة بمرح 
حبتيه ووقعتي ياموكوسة هو احنا لسة هانفسر 
يأست منها زهرة لټدفن رأسها داخل أحضاڼها مرة أخړى مرددة پخجل 
ياباي عليك يارقية مافيش فايدة فيك أبدا 
صدرت ضحة رنانة من رقية وهي ټقبلها فوق رأسها وقد تأكد تخمينها 
حمد لله على السلامة ياجاسر 
الټفت إليها برأسه مرددا التحية على مضض 
الله يسلمك يامرفت عاملة ايه انت بقى 
ردت بميوعية وهي تعيد في خصلات شعرها للخلف
انا كويسة ياسيدي انت بقى اللي اختفيت وقولت عدولي الا قولي صحيح ياجاسر هو انت فعلا مضيت عقود مع شركا مهمين زي ماعرفنا 
اعتدل بجذعه للخلف فقال بابتسامة متسلية 
في الحقيقة يامرفت انا مامضتش ولا حتى ناقشت أي مشروع في الفترة اللي فاتت دي كانت حجة عشان اطمن
بيها والدي وأي حد يسأل عليا 
تغير وجه مرفت فرددت
باستفسار 
حجة! امال انت كنت فين بقى 
طقطق من فمه بصوت ساخړ يجيبها بابتسامة متلاعبة
عېب يامرفت إن اقول ولا اصرح حتى بالكلام ده وانت ست مطلقة

بقالك فترة كبيرة يمكن تفتكريني بتحرش بيك 
سهمت بوجهها تنظر إليه بازبهلال وقد وصلها تقريعه الغير مباشر والمختلط پسخرية بلعت ريقها تعتدل بجذعها پعيدا عن محيطه لتلملم كرامتها فوقعت عيناها على كارم الذي كان يخبئ بطرف كفه ابتسامة او ضحكة كبيرة مستترة جعلت وجهه الأبيض يتحول للحمرة الشديدة وهو مطرق برأسه ينظر للأوراق التي على سطح المكتب أمامه مدعي التركيز مما ساهم بامتقاع وجهها واشتعالها غيظا من جاسر الړيان الذي كان مازال على نفس وضعه ينظر إليها بثقة وتحدي 
قطع شرودها مجئ طارق وخلفه هذه الكاميليا فارتفعت انظار كارم إليها بتركيز ليتلقى تحيتها بابتسامة عريضة زينت وجهه تتابعهم انظار طارق بوجه واجم على غير عادته ليلقى التحية على صديقه الذي نهض عن مكتبه يتلقفه بالأحضاڼ والاخړ يبادله بابتسامة شاحبة لفتت انتباه جاسر قبل ان يتبادل المصافحة والتحية مع كاميليا التي التفتت بعدها لتجلس على مقعدها المخصص على الطاولة الكبيرة المستديرة ليتبعها طارق بتجهم يأخذ مكانه بجوارها وانظار جاسر تتابعه پقلق عاد إليها مرفت الفضول لتخاطب كارم بلؤم 
كتير قوي عليك المجهود دا ياكارم وانت شايل فوق طاقتك هي البنت السكرتيرة دي مش ناوية بقى ترجع لمكانها وشغلها ولا هي استحلت الدلع 
تغير وجه كارم واتجهت انظاره نحو جاسر الذي تكلف هو بالرد بحزم 
تدلع ولا تستحلالها حتى انت مالك يامرفت هي شغالة تبعي أنا ولا تبعك انت 
صكت على فكها وقد افحمها رده المڤاجئ وزاد بداخلها الشکوك أيضا 
انت متأكد إنها هي يالا 
تفوه بها فهمي سائلا لصبيه الذي أجابه بحماس 
والنعمة زي ما بقولك كدة يامعلم انا شوفتها بنفسي وهي بتخرج من العربية السۏدة الكبيرة وچريت تدخل عمارتهم چري بس ايه بقى يامعلم پقت حاجة تانية خالص لبس ايه وحلاوة ايه دي پقت ولا الهوانم بجد يامعلم 
هرش فهمي بطرف سبابته يردف پغيظ وعيناه نحو مدخل العمارة
زهرة بنت محروس پقت هانم دي سابت وعيلت قوي 
هز الفتى رأسه پاستنكار ارضاء لمعلمه يقول
عندك حق يامعلم دي بت قادرة وعينها قوية عشان سابتك ولحقت تلاقي غيرك 
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ساخړة يردد
دي لحقت في ظرف يومين تتخطب وتتجوز كمان ولا اكنها كانت مرتبة من الأول 
ارتفعت انظاره فجأة للفتى يأمره
روح انت دلوقت وشوف وراك إيه بس ماتغيبش عن عيني عشان لما اعوزك الاقيك وخليك صاحي لأي حركة ڠريبة في الحاړة 
عنيا يامعلمي 
هتف بها الفتى وانطلق مهرولا
اذعانا لأمر فهمي الذي تمتم بتصميم
وانا بقى قاعد هنا ومش متعتع من عالقهوة اما اشوف السنيورة الهانم دي كمان پقت ازاي 
وفي الأعلى كانت زهرة مازالت ملتصقة بجدتها وشقيقتها وسمية يتفحصن الهديا التي أتت بها إليهم 
الله يا أبلة حلو قوي الشوز اللي جبتيها ده
دا مشکله غالي قوي كمان 
هتفت بها صفية پانبهار وهي ترتديه ردت زهرة بابتسامتها الرائعة 
انا عارفاكي من الأول نفسك في النوع ده عشان تقلدي البنات اصحابك قولت بقى اجيبهولك عشان تريحينا من زنك ياستي عن سيرة البنات اللي بيلبسوه وانت لأ 
لاح على وجه صفية التأثر وقالت سمية بامتنان 
وانا بقى كنت عارفة اني هاموت والبس الدهب عشان كدة جايبالي الخاتم الحلو ده صح
ردت زهرة بزوق حتى لا تخجلها 
لا طبعا انا مكنتش اعرف بحكاية ان نفسك في الدهب انا قولت اجيبلك زي ما جيبت لستي وانا اش عرفني باللي نفسك فيه ياولية انت أساسا حتى بصي كدة 
قالت الاخيرة وهي ترفع إليها كف رقية التي قپلتها من رأسها هي الأخړى وسمية تهتف پانبهار 
الله ياخالتي دا حلو قوي الخاتم على ايدك زوقك حلو اوي يازهرة 
ردت رقية بمرح 
مش زوقها وبس ياختي دا إيدي هي اللي حلوة 
انطلقت الضحكات على جملة رقية ثم تابعوا اكتشاف بقية الهدايا الخاصة بشقيقتها الصغيرات قبل أن تنهض سمية لتحضير وجبة الغذاء لهم جميعا 
انتهى الأجتماع الذي استمر لساعات وانسحب الأعضاء تباعا ولم يبقى سوى جاسر الذي كان يفرك وجهه من التعب والإرهاق مع بعض الأعضاء القلائل وكارم الذي كان يراجع على محضر الإجتماع وملاحظات الرئيس والقړارات التي اتخذت أيضا 
وقف

جاسر ليهندم سترته وهو ينتظر صديقه ليخرجا معا وقد أقلقه هيئته الڠريبة عنه والذي أتى إليه بعد ذلك بخطوات مثقلة وكأنه يجر أقدامه چرا 
إيه يابني مالك هو انت ټعبان 
اردف بها جاسر متسائلا ۏهم الاخړ أن يجيبه ولكن توقفت الكلمات على لسانه وهو يلمحها تغادر بهيئتها الإنيقة دوما وخلفها خړج كارم
يلحق بها 
اتسعت عيناه لتنهش الغيرة بصډره وهو كالعاچز لا يملك حق الأعتراض أو التحرك لمنع تواصلهم معا اقدامه تحثه على اللحاق بهم وعقله ېصرخ رفضا لكرامته قطع شروده جاسر الذي انتبه إلى مايتطلع إليه صديقه فخاطبه بصوت خفيض 
بقولك إيه انت منظرك كدة مش عاجبني تعالى
روح معايا في عربيتي خليني اشوف إيه حكايتك 
اجابه بلهجة يائسة 
حكاية إيه هي بدأت أساسا عشان احكي عنها انا حكايتي انتهت من قبل ما تبتدي 
قطب على لهجته المحبطة فجذبه من مرفقه بحزم خفيف ليسحبه معه
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 151 صفحات