الجن حارس

هناك شيء في صوته إلحاح لم أستطع تجاهله. بدأت أحرك السيارة بسرعة متجها إلى بيت والدي محاولا تجاهل الړعب الذي يملأ قلبي.
وصلنا إلى بيت والدي ونحن في حالة من التوتر والارتباك. طرقنا الباب بقوة حتى فتحه لنا وهو يبدو مستغربا من قدومنا المفاجئ.
فيه إيه يا أشرف ليه كل ده
قبل أن أستطيع الرد تحدث عمر بسرعة جدو لازم نحكي عن حارس وعن اللي حصل النهاردة.
تغيرت ملامح وجه والدي بسرعة وتحولت إلى مزيج من القلق والخۏف. أدخلنا بسرعة إلى الداخل وأغلق الباب.
إيه اللي حصل يا أشرف
حكيت له كل ما حدث من رؤية عمر للشخص في الصورة إلى المجزرة التي حدثت على الطريق وصوت مرات عمي على الهاتف. كان والدي يستمع بتركيز شديد وعيناه تلمعان بالقلق.
دي حاجات أخطر مما كنت متخيل لازم نحمي عمر بأي طريقة.
سألته بنبرة حادة إزاي إيه اللي نقدر نعمله
تنهد والدي بعمق ثم قال فيه شيخ في البلد كان يعرف كتير عن الأمور دي كان صديق لجدي زمان. لازم نروحه ونسأله عن حل.
في اليوم التالي توجهنا إلى الشيخ. استقبلنا بلطف لكن عندما بدأ والدي يحكي له عن عمر وعن حارس تغيرت ملامحه وأصبح جديا للغاية.
الحكاية دي معقدة وخطېرة والجن اللي مع عمر ده مش جن عادي. هو حامي لكن قوته ممكن تكون مدمره لو مكنش مسيطر عليه كويس.
سألت الشيخ طيب نعمل إيه دلوقتي
نظر إلينا بعمق ثم قال لازم نعمل جلسة روحية لتحرير حارس من ارتباطه بعمر بس ده مش هيكون سهل ولازم نكون مستعدين لأي حاجة تحصل.
في تلك الليلة تجمعنا في بيت الشيخ. جلس عمر في الوسط ونحن من حوله. بدأ الشيخ بقراءة الأدعية والتعاويذ وكان الجو يتكثف ويصبح أثقل.
فجأة بدأت الأشياء تتحرك في الغرفة وأصبح الجو مشحونا بطاقة غريبة. صړخ عمر پألم وكأن شيئا يحاول الخروج منه.
اصمد يا عمر! اصمد!
استمر الشيخ في القراءة بصوت أعلى والغرفة امتلأت بأصوات غير مرئية حتى انتهت الجلسة فجأة بصمت غريب.
فتح عمر عينيه وبدا عليه الإرهاق الشديد لكنه كان آمنا. اقترب منه الشيخ وقال بهدوء
الحارس اتحرر لكنه هيبقى يراقبك من بعيد مش ھيأذيك تاني.
رجعنا البيت بسلام لكن التجربة علمتنا أن العالم مليء بأسرار لا يمكن فهمها بسهولة. ولحسن الحظ أصبحنا أكثر قوة بفضل حبنا لبعضنا البعض وعزمنا على حماية عائلتنا.