الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ملاذي وقسۏتي

انت في الصفحة 11 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز

باب الشفقه 
سالها بستنكار 
لدرجادي الهديه فرقت معاكي وإثرة فيكي 
ابتسمت وهي تلتفت له بدموع متحجرة في عيناها 
السوداء تعرف النهارده بنسبه ليه يوم مميز اوي 
لاني حسيت بطفولتي الى ادفنت من ساعة مدخلت الملجأ 
صمت ونظر امامه بإنزعاج ليس منها لا بل منه لانه هو من ذكرها بالماضي وحرمانه 
اول مره اروح ملاهي واركب مرجيحا ضحكت بحزن قائله كان باين عليه واحنا راكبين
المرجيحا العجيب ديه ان عمري ماشفته غير في 
تلفزيون وكان نفسي اجربها ويارتني ماتمنية كانت 
تجربه سيئه اوي ابتسمت بسخرية واكملت الحديث بسعادة 
بس كان اليوم جميل اوي عشان ورد كانت 
فرحان اوي النهارده اول مره اشوفها فرحانه كده 
شكرا على كل حاجه يادكتور سالم بجد شكرا 
اغمض عيناه بقوة وفتحهم مره اخرة بستياء 
حديثها إثر به نظرته عنها بدات بالوضوح 
كان يكره كونها فتاة ملجأ ولكن ماذنبها في 
هذا الأبتلا ان تحيا فتاة ملجأ وتواجه مجتمع 
مريض نفسي ينظر الى فتاة الملجأ كانها عاهرة
لا تليق بهم ولا تليق ان تكون منهم يوما ! 
يستلقون الأثنين على الفراش وعيناهم مثبته على 
سقف الغرفة وهناك ضواء خافض يبعث من باب
الغرفة المغلقة 
كل شخص يبحث داخله عن سبب معين لي تصرفته اليوم 
حياة تبحث عن سبب تصرفها بالحديث الى سالم عن شيء يخص ماضيها وما كانت تشعر به من حرمان والأم منذ الصغر 
وسالم يبحث داخله بتساءل عن هديته لها ولم هذهي الدمية بالأخص هل كان يشعر بكل شيء تحياه في لماضي بدون ان تتحدث 
زوبعات من الأسالة التي تنهش عقلهم بدون توقف 
بعد صمت طال اكثر من الازم وهم على هذا الوضع 
تحدثت حياة فجأه بهدوء قائلة بتساءل
هو فعلا بنات الملجأ بيبقى ولاد حرام 
نظر لها بستفهام من هذا الضباب المنير ليرا حزنها 
ادفين على وجهها الأبيض الذي شحب قليلا من تفكير في الماضي 
رد عليها بجدية قال 
محدش اختار يكون مين لم يكبر انا مخترتش اكون سالم شاهين ولا إنتي اختارتي تكوني يتيمه و 
عض على شفتيه بتوبيخ لي نفسه يجب ان يهداها 
لا لي يذكرها بماضيها المظلم 
عندك حق بس انا دايما بشوفها في عينك دايما 
بشوف نظرت السخريه والشمئزاز من اني جاي 
منين 
حياه بطلي كلام اهبل إنتي خلاص بقيتي 
مراتي وام بنتي وانسي الكلام ده خالص 
هتف بها بقلة صبر لا يريد ان يرى ۏجعها امام عيناه
مره اخره فى ضميره لم يصمت للحظة بعد حديثها هذا او حديثها قبل 
هتفت له بحدة لعلا هذا الحديث يخرج نيران اوجعها مع الماضي 
بنتك اوعا تكون بتعمل كده عشان شفقه عليه انا وبنتي إنت عارف اننا مش منتظرين شفقه منك 
ولا كلمه وااه ورد بنتي وإنتي مراتي لحد اخر يوم في عمري وعقابك عندي ياحضريه انك هتنامي 
مثل معاملته كانت دافئ لتجعلك تتمنى ان تحيا وټموت بداخل دفائها وشعور الأمان الذي استحوذ 
داخلها وهذهي الچروح الذي كانت تخرج ببطء من 
صندوق الماضي العين قد تناست مع اصوات دقات 
جسدا وعقلا 
زفر سالم ما برائتيه بتعب من حديثها وصوتها الذي 
هعوضك ياحياة بس لازم اقبل معوضك 
عن الفات اعقبك على خططك وكدبك عليه يتبع
بقلم دهب عطيه
البارت السابع 
ملاذي وقسۏتي
بقلم دهب عطيه
تجلس على مقعد ما امام البحر وابنتها تجلس على 
الرمال الصفراء بجانبها كانت ورد تصنع قصر صغير من الرمال الصفراء 
خرج سالم من البحر بطلته المغرية لعينيها
سالم شاهين وسحره الخالص 
هاتي الفوطه ياحياه هتف سالم بهدوء وهو يتطلع عليها بمكر ولأنه يعلم بما تفكر وميقن تأثيره عليها 
كانت شاردة به وعقلها وعيناها ترسم جسده رجولي بجراة لم تعهدها منها مطلقا 
نظر لها بخبث قال 
سرحانه في إيه ياام ورد 
هاا ولا حاجه اتفضل
مدت يدها له بالمنشفة
نظرت ورد الى سالم ببراءة قائلة
اي رايك يابابا في القصر ده حلو مش كده 
جلس بجانبها على رمال الشاطئ قال بتأكيد مازح اكيد حلو بس محتاج اعادة ترميم 
مش فاهما هتفت الصغيرة بعبوس
بدا في صنع قصر اخر من رمال قال بحنان 
يعني هنعمل واحد انا وإنتي جديد وهيبقى اجمل من كده ها اي
رايك 
امأت له الصغير بايجابية هاتفة بحماس
موفقه طبعا 
بعد نصف ساعة من مرح سالم مع ورد الصغيرة ومشاكسا لها طول هذهي الفترة 
وضعت
اقترب منها سالم قال بقلق 
مالك ياحياه إنتي تعبانه في حاجه وجعاكي 
اومات له بنفي والحرج يتأكلها
هتف بها بحدة سائلا
لاء إيه إنتي مش شايفه وشك اصفر ازاي مالك ياحياه 
نهضت قائلة بحرج وخجل من سؤاله
مافيش حاجه يادكتور سالم انا هدخل ارتاح جوه شويه يلا ياورد 
لم تقدر على السير او انها شعرت ان اعصاب قدميها يؤالمها بشدة فكادت ان تسقط 
ذهب لها وحملها سريعا قال بضيق من عنادها 
عجبك كده اهوه كنتي هتوقعي ياهانم 
سالم لو سمحت 
ولا كلمه لحد ماندخل جوه قاطعها بصرامة
وهتف بهدواء الى ورد 
يلا ياورد عشان تدخلي تغيري هدومك 
حاضر يابابا 
حملها على يداه ليدلف بها الى داخل الفيلا الصغيرة الى حيث الغرفة وضعها على الفراش قال ببرود
هكلم دكتور يجي يشوف مالك 
ارتفعت حرارة وجهها احمرار من اصرار معرفته ماذا يحدث لها همست له بحرج 
سالم لو سمحت الموضوع مش محتاج دكتور دا 
اخفضت مقلتاها في لارض تتفحصها بإهتمام
دا إيه مش فاهم حاجه مرر يداه على شعره پغضب من صمتها الذي يذيد قلقه عليها 
إنتي هتفضلي سكته كده كتير ماتنطقي ياحياه 
انا معنديش صبر هتف بها مره اخره ولكن بحدة
عضت على شفتيها قائلة بحرج 
ده معادها كل شهر وانا بتعب كده لمدة كام يوم وبخف ت لم تقدر على الإكمال ثبتت عيناها على يداها التي تقبض عليهم في ملابسها وكانها طفلة صغيرة فعلت شيء مخجل لا تقدر ان تتحدث عنه امام احد 
مرر يداه على شعره ببطء وحرج بعد ان فهم 
حديثها اكمل بستفزاز وعبث 
اي ده هي بيتجيلك معقول 
رفعت عينيها بحدة إليه وتحولت في لحظة مهاتفة پصدمة 
نعم قصدك اي بي ببتجيلك دي إنت مش شايف 
اني ست ولا إيه 
بجد اول مره اخد بالي معلشي امسحيها في ملاية 
السرير رد ببرود
نظرت له بغلايان وعين تشتعل من فظاظة حديثه
تصدق انك انسان بارد ومستفز 
ردت عليه ببلها هاااا 
ااه بس بعد مالاخت دي تروح لحالها رد ببرود خبيث هو ماهر في لعب على اوتأر قلبها الضعيف 
سالم شاهين وما يميزه عن غيره !
وكانها اصبحت هكذا خصيصا لتغري عيناه عليهم 
رفع يداه ليخلع عنها هذا الحجاب حتى تكتمل 
كل شئ في ان واحد امام جرأته التي للأسف 
اعتادت عليها منه 
همست له بإعتراض 
سالم إنت بتعمل إيه 
إنتي حلوه كده ازاي 
اتسعت مقلتاها من تصريحه الصاډم لها 
شعرت وكان الهواء قد تجمد بينهم فترة 
واختفت اصوات الامواج الاتيه من الشرفة 
بينما الرجفة في داخلها تجعل اطرافها تهتز بقوة 
همست بحرج 
سالم ابعد شوي عشان 
عشان اي ياحضريه إنتي الى بتوصليني لكده 
قالت بعدم فهم 
بوصلك لي إيه مش فهما 
ممكن بلاش تكلم في اي حاجه تخص الى حصل 
دلوقتي لو سمحت قالت بترجي والخجل ينهش بها 
في هذهي الأثناء دلفت ورد اليهم هاتفة بتذمر 
إنتو هنا وانا قعده لوحدي ينفع كده يابابا 
ابتعد سالم عن حياة ثم نظر الى ورد قال بحنان وهو 
يحملها وكانه لم يفعل شيء منذ دقيقه واحده صحيح اخص علينا بجد ثم نظر الى حياة بابتسامة جذابه قائلا 
تعالي نخرج بره ونسيب ماما ترتاح وكمان تعالي ساعديني نعملها حاجه دافيه تشربها 
حاولت التحدث بطبيعتها امامه حتى يختفي خجلها الجلي عليها قالت له حياة بحرج 
متتعبش نفسك انا مش بشرب حاجه دافيه لان مش ببقى ليه نفس لحاجه انا بس محتاجه انام شوي 
اكيد هتنامي وترتاحي بس مش قبل متشربي حاجه دافيه هعملك نعناع 
ثم نظر الى ورد قال بمزاح تحت أنظار حياة 
تعالي ياورد الجوري معايا عشان انا فاشل في الحاجات دي اوي واكيد إنتي شاطره زي مامي مش كده 
ردت الصغيرة بفخر 
طبعا يابابا انا شاطره اوي تعالى عشان اساعدك 
خرجوا الأثنين من الغرفة وسط ضحكات سالم مشاكسا لي ورد 
ابتسمت حياة بحرج على افعال سالم منذ قليل 
نظرت له بحرج ثم همست بخفوت
تسلم ايدك 
ابتسم بسماجة قال
طب دوقي الأول 
مسكت الكوب بين يداها ثم ارتشفت منه قليلا 
لكن سرعان ما تغيرت ملامحها بعدم رضا ثم 
ابتلعت مابفمها ثم رفعت عيناها له قائلة ساخرة 
بمزاح خفي 
لإ بجد روعه ابهرتني 
انا شامم ريحة تريقه هو النعناع في حاجه غلط 
ابتسمت له بتردد ثم ارتشفت منه قليلا مرددة بي 
اكيد النعناع مفهوش حاجه غلط لانه مش موجود اصلن 
اتسعت عيناه بعدم فهم ثم قال 
مش فاهم امال ده إيه 
ضاحكة بخفوت على ملامحه وعيناه المراقب لها ثم همست دا دا بقدونس 
بقدونس ازاي
يعني مش النعناع اخضر 
اڼفجرت حياة ضاحكا على جملته وقالت
هي اي حاجه خضراء وخلاص 
مرر يداه على خصلات شعره بيأس قال بإحباط زئف
كنت عارف اني هفشل بس الفشل المره دي صعب تحمله 
ارتشفت من الكوب بتلذذ قائلة بلامبالاة
معلشي متعوضه 
ضيق عيناه وهو يتطلع عليها قال بتراقب سائلا
طب إنتي بتشربي ليه مش طلع بقدونس ولا 
أنتي اي حاجه على بؤقك 
وقف المشروب في حلقها بعد
تصريحه السمج
ثم همست من بين سعالها 
ياساتر يارب التعامل معاك صعب اوي هادئة قليلا من سعال ثم همست بضيق 
انا بشربه عشان هو مفيد لي كل حاجه بمافيهم ۏجع المعده بكل انواعها وكمان لحسن الحظ انك مش حاطت سكر وده افضل عشان بيتشرب بنفس 
الطريقه الى بشربها يعني انت فشلك كان بمكسب 
برده هااا هتسبني اكمل الكوبايه ولا اركنها على جمب 
فغر شفتاه قال وهو يتطلع على الكوب الفارغ بين يدها 
سلامت النظر ياحضريه أنتي شربتي الكوبيه كلها اصلن 
نظرت إلى الكوب الفارغ ثم الى عيناه قائلة بتوجس 
سبحان الله من حلوتها شربت نفسها 
اڼفجر ضاحكا قال بستياء داخله 
الى جاي معاكي اصعب من لفات 
بعد مرور تلات ساعات 
كان يقف امام المرآة يهندم ملابسه بهدوء
خرجت من المرحاض بعد ان اخذت شور بارد بعد ساعتين مواصلين من النوم والتعب الشديد 
خرجت اليه وكانت ترتدي بجامة وردي صيفي أنيقة
يحرك رجولة دفنت تحت رماد حياته العملية لي
تنعشها حياة بدون مجهود منها ! 
سالم سرحان في إيه
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 47 صفحات