الإثنين 25 نوفمبر 2024

حان الوصال

انت في الصفحة 23 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


ولا هيرضى يكمل الجوازة عشان اخرج الاقيكي مکسورة يا كلبة وڠصب عنك ترجعي تحت رجلي من تاني ما انا مش هحلك من دماغي خلاص هتبقي انتي شغلانتي......
افتر فاهه بابتسامة شاردا حتى جعل الجالس من جواره يغمغم بلطم كفيه ببعضهما 
لا حول ولا قوة الا بالله دا باينه مچنون دا ولا ايه
بداخل الشرفة التي وقف ينتظر بها منذ لحظات ينفث دخان سيجارته سريعا في الهواء الطلق قبل ان يصله رائحة عطر اللافندر عن قرب ليلتف برأسه الى الداخل فوجدها خرجت من المرحاض تطلق شعرها وتعيد ترتيبه امام المراة بعدما ارتدت منامة العروس الكاشفة اكثر مما غطت وفوقها المئزر الشفاف بصورة جعلت عيناه تجحظ من محجريها ليستدرك على الفور فيلج الى الداخل يغلق الستائر سريعا ثم يقف محله يتأملها جيدا بنظرات تمشطها من منبت الشعر المتموج بقصة اظهرت جمالها المخبأ خلف مظهر المقاول الذي تتخذه في عملها 

لتنزل عيناه نحو الخف الصغير في القدم التي رسمت بالحناء تلك التي اتبع خطوطها ليعلو رويدا رويدا حتى انتفض يقترب منها على الفور ويضمها اليه بصورة اجفلتها فتبسمت بخجل واضطراب
ايييه يا عم خضتني على طول كدة من غير كلام ولا سلام . 
يا ستي سلامتك من الخضة. 
تمتم بها وعيناه تلتهم تفاصيلها بشغف بداية من بشرتها الناعمة كالحرير ثم جيدها حتى ما تكشفه المنامة لتتوقف على هذه النقطة التي عرفها جيدا لتتركز عينيه عليها بصورة اخجلتها حتى همت ان تعترض بدلال الانثى ولكنه فاجئها حينما ارتفعت رأسه يقابل خاصتيها قائلا بوجه خالي من التعابير
دي هي فعلا الشامة وفي نفس المكان اللي شاور عليه حتة مغرية اوي . 
تعقد حاجبيها متمتمة بتساؤل وعدم فهم 
هو مين اللي شاور عليها
ابتسامة جانبية
غير مفهومة حلت بزاوية فمه يخبرها بما اوقف شعر رأسها من الړعب 
ابراهيم اصله هو اللي اداني فكرة عنها وجعلني اشتاق اوي عشان اشوفها......
ابراهيم! هل ما سمعته صحيحا 
برقت عيناها بفزع جمد الډماء بعروقها حتى ارتخت قدميها من وقع الصدمة فاهتزت بوقفتها ولكنه كان الاسبق ليزيد من ضمھا بذراعيه اللاتي تطوقها ككلابتين مرددا بسخرية وهدوء يثير الدهشة
لا اجمدي كدة امال دا احنا ليلتنا طويلة وانا عايزك مفوقة شكل السهرة هتبقى صباحي.
ابتلعت بصعوبة ريقها الذي جف من الخۏف كي تجسر نفسها على السؤال 
هو قالك ايه الزفت ده وانت شوفته فين اكيد افترى عليا والف من دماغه.
بجد ! 
صدرت منه ثم تجهمت ملامحه بشړ وكأنه انسان اخر غير الذي تعرفه يصعقها بكلماته 
ولما هو بيألف من دماغه عرف مكان الشامة دي ازاي رعشة بين ايديا دي اسميها ايه وشك اللي اصفر حالا دا معناه ايه
صدرت الاخيرة بصيحة يرجها پعنف وكأنه فقد القدرة على التماسك لتهطل دمعاتها وصوت بح من فرط ما تشعر به
كان خطيبي وابن خالتي يا عصام اكيد عايز ېخرب ما بينا بعد اللي حصله.
عاد برجها يحاصرها بتحقيقه 
انا اللي عايز اعرفه تم ولا ما تمش الكلام اللي قال عليه مغامراتكم في المخزن القديم كانت بتوصل لإيه
ارتفعت كفه ليطبق على وجنتيها يعصرهم بقبضته 
الشفايف دي اللي حقي انا دلوقتي سبقني هو ليهم صح ولا بيألف ولا الشامة...
شاور بعيناه عليها في الأسفل 
مش دي برضو من المحرمات ويستحيل حد يوصلها غير جوزك وصل لإيه تاني يا أمنية
اكتر من كدة مفيش والله. 
سقطت من بين يديه وقد خارت قواها لتردد باڼهيار متشبثة بكف يده وكأنها غير قادرة على مواجهته
انا كنت صغيرة يا عصام ومش شايفة حد غيره عقلي كان ملغي من زنه على دماغي وكنت فاكرة ان هو نصيبي عارفة اني غلطت بس والله والله والله عمره ماوصل لأكتر من كدة
حينما ظل على جموده رفعت رأسها اليه 
انا مفهمتش ولا عرفت يعني ايه كرامة الست غير وانا معاك كفرت عن خطأي كتيرر وربنا العالم لو انا وحشة مكانش رزقني بيك يا عصام انت العوض.
بأنفاس متهدجة تطلع لها من علو يردد معقبا لها 
وعوض ربنا ليا انا فين طول عمري حايش نفسي عن اي خطيئة حرمت عليا اي لمسة من اي ست حايش كل حاجة لحلالي واحدة تصون نفسها زي ما انا عملت.
قسۏة الكلمات كانت أكبر من تحملها وقد علمت بحجم تقزمها امامها لتتحامل على قدميها وتنهض بقوة واهية تبتلع غصتها وقد يأست من ان يصفح عنها قائلة بشجاعة زائفة
على العموم انا طلعت كل اللي في قلبي وانت حر في اي قرار تاخده عن اذنك .
قالتها وتحركت خطوتين قبل ان تقف مجبرة على صيحته من خلفها 
رايحة فين 
هنام في اي اوضة في الشقة 
كان هذا ردها قبل ان يباغتها برده 
لا والله كدة بسهولة.
لم تستوعب معنى جملته الا حينما وجدته يجذبها اليه فجأة بطاقة الڠضب التي تحركه
طب يرضيكي يتحرم عليا اللي كان حلال لغيري من غير كتب كتاب حتى. 
وما كاد ان ينهيها حتى فاجأها برفعها عن الارض ثم سقط بها على التخت مردفا بالقاسمة
وبالمرة عشان اتأكد من صحة كلامك واعرف هو فضلي ايه من حقي. 
اغمضت عينيها پألم تستسلم لقبلاته القاسېة وعنفه في تجريدها من كل ما يكن حاجزا بينها وبينه مرت اللحظات بينهم كالمد والجزر بعنفه المبالغ فيه مرة وحنانه المستتر مرات حينما تغلبه عاطفته
هو كالأسد الجريح وهي لابد لها من التغاضي والصبر حتى يصفح عنها ترى هل يأتي ذلك اليوم

في صباح اليوم التالي
خرجت من المشفى في زيارة مبكرة الى شقيقها قبل الذهاب الى عملها ومجالسة نجوان براحة تكتنفها وقد طمأنها الأطباء بقرب خروجه بعد تحسن حالته بصورة جيدة عن السابق .
عبرت الى الجهة الاخرى من الطريق بقصد البحث عن وسيلة عامة تقلها لتقع عينيها على تلك السيارة التي تعرفها جيدا تقترب منها حتى بطئت السير بجوراها لتخرج رأس قائدتها من النافذة مخاطبة لها
اقفي يا بهجة وتعالي اوصلك معايا .
اشارت بسبابتها نحوها بدهشة جعلتها تعتقد أن الدعوة ليست موجهة اليها 
انتي بتكلميني انا يا أنسة لورا
امال بكلم خيالي يعني ولا انتي في حد غيرك في الشارع اعرفه أصلا. 
صاحت بها بحزم توقف سيارتها لتعيد عليها الامر بحزم 
اخلصي ياللا يا بهجة خليني اوصلك عند طنط نجوان تلاقيها بتسأل عنك دلوقتي.
ارتابت بهجة من اصرارها حتى ذهب بها الظن ان الأمر تكليف من رئيسها بنفسه وقد تكون والدته مريضة او شيء ما لذلك لم تجد بدا من الانضمام مع هذه المتعجرفة بداخل سيارتها لتقود بها نحو وجهتها وبعد لحظات من الصمت خرج قول لورا لها
انتي كنتي خارجة من عند اخوكي اللي مازال محجوز في المستشفي صح . 
اومأت لها بموافقة 
صح قولت اطمن عليه قبل ما اروح شغلي. 
امممم الف سلامة عليه طيب هو عامل ايه دلوقتي
قطبت بهجة قليلا لصيغة السؤال المختلفة لكن سرعان ما اجابتها بطيبة 
الله يسلمك يارب هو الحمد لله دلوقتي اتحسن كتير عن الاول وربنا سترها اصل دوره كان صعب اوي.
طب كويس بس المستشفى دي استثماري وغالية اوي تعرفي انتي كدة 
تمتمت بلؤم لم تنتبه عليه بهجة فخرجت اجابتها بسجيتها كالعاده 
اه فعلا غالية حسب ما سمعت بس رياض باشا الله يباركله هو اللي اتكفل بيها عشان تبع عيلته زي ما قال بصراحة جميله فوق راسي . 
تبسمت بسخرية تلتف اليها مرددة 
جميل ايه ده اللي راسك هتتحمله يا بهجة انتي عارفة الفاتورة لحد دلوقتي كام دي معدية المية الالف جنيه تخيلي 
اييييه
صدرت من بهجة بخضة برقت لها عينيها وانسحبت لها الډماء من وجهها لتردف بعدم استيعاب 
ازاي يعني مش معقول طبعا. اكيد المبلغ مش بالصورة دي .
لأ يا حبيبتي هو بالصورة دي بس انتي مش عايزة تصدقي. 
ذهول اصاب بهجة مع انتباهها لهذه النبرة الغريبة منها لتزيد عليها بإيقاف السيارة بغته حتى اهتز پعنف قبل ان تلتف اليها كاشفة وجهها الحقيقي.
انا النهاردة اطلعت على الفاتورة بنفسي وبصراحة استغربت اوي ان واحد زي رياض يدفع المبلغ الضخم ده في علاج حيالله اخو واحدة بتشتغل عنده. وكمان من فترة قريبة اوي مش مكملة شهرين حتى.
رغم قساوة الظن والسؤال الموجه لها بنية غير سوية الا ان بهجة لم يكن لديها خيارا سوا الدفاع والتبرير
وفيها ايه حضرتك انا اعرف ان رياض باشا كريم مع الكل خصوصا اللي بيراعوا والدته بدليل اللي بيعمله مع دادة نبوية.
وانتي تيجي ايه في نبوية 
صاحت بها لورا بقوة اجفلت بهجة لتستطرد 
نبوية دي تقريبا هي اللي ربت رياض دي نشأت هي واختها في نفس البيت اللي اتولدت فيه نجوان وطنط بهيرة يعني معروفة عندهم من زمان زيدي عليها بقى رعاية والدته الخاصة لها من تمن سنين انتي بقى تاريخك ايه عنده
ما اصعبه من سؤال حينما يأتي من امرأة بسواد قلبها التوجيه به نحوها بحد ذاته اتهام
حضرتك عايزة توصلي لإيه يا لورا هانم وانتي مركرباني من الاول معاكي في العربية ليه من اساسه
تبسمت بشړ وقد وصلت بها الى المرحلة التي تريدها
متزعليش مني يا بهجة بس انا عايزة اسألك رياض بيعمل معاكي كدة ليه ايه المقابل
لقد وضحت الرؤية وقد اخبرتها صراحة بما يدور برأسها من عفن لتهدر بها بأنفاس لاهثة 
مقابل ايه انا مسمحلكيش تشككي فيا وفي اخلاقي .
سمعت منها تمط شفتيها بعدم اكتراث 
اي حد مكاني يا بهجة هيسأل السؤال ده ودماغه تلف......
بأعين احتبست فيها دمعة على وشك الهطول 
بس رياض باشا انسان محترم وانا كمان مقبلش حد يجيب في سيرتي بكلمة واحدة الراجل عمل معايا كدة بدافع انساني هو دا مش مبرر كافي.
لا مش كافي يا بهجة ولازم تعرفي ان كل حاجة ليها مقابل دي معروفة في كل حتة ولو معشمة نفسك في حاجة اكتر من العطف عليكي تبقي بتضري نفسك بالحلم .
تبا لها من ملعۏنة متحجرة القلب تحرم عليها حتى الحلم هي تعلم بقدر نفسها ولا تطمع ولن يحدث ان تفكر بشيء كهذا ولكن ان تجد من يقلل منك بوجهك لهذه الصورة والتلويح بالظن السوء هذا اكبر من قدرتها على التحمل.
والله انا عارفة نفسي كويس مش محتاجة انك تفكريني ولا هقبل انك تتهميني بشيء مهين زي ده عن اذنك.
قالتها وشرعت بأن تدفع باب السيارة وتخرج ولكن اوقفها تحذير هذه المتعجرفة 
الكلام دا لو وصل لرياض يا بهجة ساعتها هتأكد ان انتي......
برقت لها بخضرواتيها تمنع نفسها بصعوبة عن الفتك بها فتترجل سريعا قبل ان تسمع لشيطان رأسها وتغرز انيابها الحادة ببشرتها التي تتفاخر بها او نتف شعرها حتى تستكفي وتهدأ نيرانها منها.
وفي رد أخير منها صفقت الباب بقوة فور ان حطت قدميها في الخارج لتجر اقدامها سريعا تبحث عن وسيلة تقلها الى محل عملها ولكن قهر قلبها جعلها تتوقف في اقرب مكان منزوي
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 27 صفحات