الإثنين 25 نوفمبر 2024

حان الوصال

انت في الصفحة 24 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


خلف احدى البنايات لتذرف دمعات ابت الاحتجاز والكبت.
حينما وصلت الى منزله لم تطيق الانتظار على رؤيته بالصدفة او حينما يريد هو كمان عودها بل تحركت تعرف وجهتها متجاهلة طريقها الاساسي نحو غرفة نجوان
لتطرق عليه باب غرفة المكتب والتي يعمل بها في ذلك الوقت قبل الذهاب الى مصنعه لتدفع الباب بعجالة فور ان سمعت بإذنه بالدخول تباغته بقولها

رياض باشا ممكن تسمحلي بكلمتين . 
كانت مفاجأة له رؤيتها من الأساس فما باله من هيئتها تلك واندفاعها
اتفضلي يا بهجة بس مش تقولي صباح الخير الأول! 
دلفت اليه مرددة بتوتر اصبح يلمسه منها 
صباح الخير يا فندم انا كنت عايزة...... 
قطعت مجبرة حينما اوقفها مشيرا لها بالجلوس امامه لتعترض على الفور وقد استفزها هدوئه
يا فندم انا مش عايزة اقعد انا عايزة اعرف انت دفعت كام في علاج اخويا عشان لازم اسدد الدين اللي عليا اينعم هيطلع كبير بس انا برضو لازم اشوف صرفة انتي دخلته المستشفى الاستثماري بتاعتكو ليه 
ما انا كنت روحت بيه على اقرب مستشفي حكومي اكيد كانو هيسعفوه ما هو دا شغلهم اصلا.
اسهابها بتلك الحالة التي تشبه الاڼهيار جعله يترك محله ليلتف حول المكتب فيصبح مقابلا لها يتأملها عن قرب وقد وضح جليا من هيئتها الباكية وذبول عينيها ان الأمر جلل
انتي مالك النهاردة في حد زعلك بأي كلمة 
يسألها ببساطة ولا يعلم بحجم الچرح
داخلها الان حينما اكتشفت انها مديونة لهذا الرجل لتتجاهل الرد عن سؤاله مفضله التمسك بحديثها
حضرتك هو انت ممكن تقسطلي المبلغ بس حتى لو حصل دا هياخد كام سنة.... يا نهار اسود ودا هيكفيه كام سنة دا حتى لو وصلت للمعاش مش هيقضي.
حسنا لقد فاض به من هذيانها ولابد من الحزم لإيقافها 
بهجة ممكن تبطلي تكلمي نفسك وتجيبي من الاخر انا عايز اعرف دلوقتي ايه اللي خلاها تطق في دماغك حكاية دفع حق العلاج دي ما انا قولتلك اني شريك في المستشفى يعني مش هدفع حاجة من جيبي .
بس هيتخصم من ارباحك ودا مبلغ كبير اوي حسب ما عرفت السؤال بقى انا هدفع قباله ايه
ضاقت عينيه بريبة يستوعب لبعض اللحظات قبل ان يباغتها بقوله
وانتي اش عرفك بخصم ارباحي ولا بالمبلغ اصلا ثم تعالي هنا مين اللي اقنعك اني عايز منك مقابل
حينما ظلت صامتة عاجزة عن الرد صاح بها هادرا 
اتكلمي يا بهجة مين اللي حط في دماغك الكلام ده
....يتبع
كسلتو ليه يا قمرات 
فين الفوت والتعليق
ولا الرواية مش عجباكم 
عدد اللي بيقدرو بصراحة غير مرضي
الفصل العاشر
اتكلمي يا بهجة مين اللي حط في دماغك الكلام ده 
على اثر صيحته الاخيرة انتفضت بارتباك واضح امامه ورفض قاطع لاخباره لكن بذات الوقت تعجزها الحيلة عن إيجاد رد مناسب لتتلجلج بالكلمات امامه
اهوو بقى..... عرفت وخلاص.... لمااا سمعت واحد ااا بيسأل الريسبشن على اجرة الليلة......في المستشفى ساعتها حسبتها وقلبي وقع في رجلي........ 
امممم.
زام ليتحرك عائدا لمقعده خلف المكتب وهي لا تعرف ان كان صدقها ام لا... 
ولكنه أظهر اقتناعا زائفا 
ماشي يا بهجة يعني افهم من كدة انك عرفتي بالصدفة
ايوة بالصدفة.. 
صدرت منها سريعا لتردف موجهه له السؤال 
دلوقتي بقى هسددلك ازاي..... انا مخي هيوقف من التفكير.
تبسم ساخرا لمعاناتها 
طيب يا بنتي ومخك يقف ليه من التفكير هو انا طالبتك انا مش عايز منك حاجة يا بهجة افهمي بقى.
بقلة حيلة دبت قدمها بإصرار مرددة 
فهمت.......... بس مينفعش. 
مينفعش ليه 
سألها بابتسامة حاول لملمتها بصعوبة فكان جوابها 
عشان هو كدة المبلغ كبير قوي وانا اخته يعني لازم اتكفل بمصاريفه قولي بقى هسدده ازاي دلوقتي اخد قرض اسدد نصه والباقي مثلا يبقى يتقسم على شهور 
يتخصمو من قبض كل شهر
زفر مقلبا عينيه وقد يأس من الجدال معها لينهي حازما 
خلاص يا بهجة انتي قولتي اللي عندك وانا هفكر او لو لقيت طريقة تاني هبقى ابلغك بيها ممكن بقى تسبيني اكمل شغل دلوقتي
لم تتحرك على الفور وكأنها تريد منه المزيد من التوضيح فواصل قائلا لها بأمر
ما قولنا خلاص يا بهجة اخرجي ياللا خليني اكمل شغلي وروحي انتي سلمي على دادة نبوية . 
والنبي بجد يعني هي جات فعلا
صدرت منها بلهفة وابتسامة اشرقت بمحياها بطيبة جعلته يوميء رأسه لها ببطء وعيناه تتأمل فرحتها بانشداه حتى اذا انصرفت من امامه ذاهبة نحو المرأة ظل هو لمدة من الوقت يطالع اثرها بشرود يعيد برأسه كل خلجة وكل همسة صدرت منها بشغف شغله عما كان يعمل به قبل اقتحامها عزلته وحين عاد في محاولة لاستعادة التركيز على الملفات وجد نفسه يدفعها عنه بقرف وكأن عقله يرفض مشاركه احد ما غيرها ولو حيزا ضئيلا من فكره.
خرج من غرفة مكتبه حينما يأس من التركيز وقد ذهب ادراج الرياح ليرتدى سترة حلته مقررا الذهاب لعمله وجدها في وسط الردهة تضحك بعفوية في المزاح والنقاش مع نبوية التي كانت تشاركها هي الأخرى بسجيتها ومزاحها ووالدته العزيزة جالسة بينهما بابتسامة لا تفارق ملامحها وكأنها تفهم على الحديث الذي يدور بينهم متشبثة بذراع رفيقتها الاولى ليصل الى سمعه ما يدور بينهم
ايوة بقى من لقى احبابه يا عم خلاص نسيتيني يا نجوان هانم بمجرد ما شوفتي حبيبتك.
جاء رد نبوية باعتزاز 
طبعا يا حبيبتي دي عشرة عمر بحاله قبل انتي حتى ما تتولدي يا ست بهجة بسنين .
تصنعت الدراما بقولها 
اخص ع الصدمة دا انا كنت قربت اصدق اني بقيت حبها الوحيد لدرجادي كنت مخدوعه فيكي يا نوجة.
نوجة. 
تمتم بها هو فور ان اقترب منهم يجفلهم بحضوره فتدخل مرددا باندهاش 
نوجة! دا اسم جديد دلع لماما يا ست بهجة .
اخجلها بسؤاله المباغت حتى جعلها تبرر بحرج 
لا يا فندم دا مش اسم جديد ولا حاجة انا بس خدت بالي اني كل ما أدلعها بتبقى هادية ومتتعبش قلبي في اي طلب اطلبه منها.
امممم. 
زام بها يمط شفتيه بابتسامة يشوبها الرزانة قبل ان يلتف نحو نبوية 
البيت كان ناقص من غيرك يا دادة وماما زي ما انتي شايفة ولا كأنها لقيت مامتها.
ردت نبوية بطيبة ليست بغريبة عنها 
البيت منور بأهله انا كمان في بيتي وكنت حاسة كأني غريبة عن المكان وان دا بيتي الاصلي اما عن الهانم دي كانت وحشاني اوي.
قالت الأخيرة بإشارة نحو نجوان التي زادت من تشبثها بها وكأنها فهمت الكلمات ليتفاجأ هو حينما وجد بهجة تنهض من جوارهم متمتمة بتأثر 
ربنا ما يحرمكم من بعض يا دادة اقوم انا اشوف شغلي بقى في المصنع مدام الحمد لله ربنا يسر الأمور. 
خدي اليوم اجازة يا بهجة وابتدى من بكرة .
همت ان تفرح بعرضه السخي ولكنها تذكرت عودة المنزل في ذلك الوقت والوحدة في انتظار عودة اشقائها من محل دراستهم لتعبر بالرفض على الفور 
لا يا افندم الف شكر نأجل الاجازة لوقت تاني اصل انا وحشني اوي المصنع وصحابي وحبايبي اللي فيه عن اذنكم بقى.
قالتها وما همت ان تستدير عنهم حتى اوقفتها نجوان بقولها
عائشة. 
يا نهار ابيض تاني برضو
صدرت من بهجة تلوي فمها بابتسامة ثم تردف بعدها 
في اقرب وقت هاخدك ليها ان شاء الله عن اذنكو بقى.
اعتدل بجذعه على الفراش بعد فترة طويلة من التململ والتقلب على تخته بدون فائدة وقد ذهب عنه النوم منذ نهوضها من جواره حين تسحبت بهدوء بظن منها انه مازال نائما لتتجه نحو المرحاض وتغيب به لأكثر من نصف ساعة حتى اثارت قلقه عليها لولا استماعه لصوت المياه من الداخل لظن ان بها شيء ما.
يعلم انه كان قاسې معها بالأمس ولكن ماذا كان بيده ونيران قلبه لم تخمد حتى الان لا يصدق ان تلك كانت ليلة عمره التي كان يخطط لها ويجهز المفاجأت. ان تمر بهذا السوء هو اپشع كوابيسه.
انتبه على صوت باب الحمام الذي اندفع تخرج منه 
ترتدي منامة قطنية وشعرها المبتل يحاوط وجهها 
بوجه احمر ندي رغم هذه الانتفاخات البسيطة حول عينيها ليتيقن من صدق ظنه انها كانت تبكي بالداخل .
تبدو المنامة منزلية بالأساس بربع كم وبنطال صغير بالكاد يغطي ركبتيها.
صوت ضعيف خرج منها في القاء التحية نحوه قبل ان تعطيه ظهرها وتتجه نحو المراة لتصفف شعر رأسها امامها 
صباح الخير. 
صباح النور . 
خرجت منه جوفاء بوجه خالي من أي تعبير لتتركز ابصاره بها يقيم تفاصيلها بعين الرجل الخبيرة بمفاتن زوجته التي رأها بالأمس لديها يغوي القديس على الخطيئة وهو ليس بمحصن فرغم كل غضبه لم يستطع منع نفسه عنها فصارت رغبة امتزجت پعنف غضبه لتؤدي الى هذه النتيجة وتزيد من اشتعال رأسه ان احد ما اطلع على ملكه غيره حتى وقد تأكد من صدق قولها باحتفاظها بعفتها إلا ان باقي التفاصيل الأخرى.....
انتفض كالملسوع عن الفراش كي يهرب من افكاره السامة فيصبح خلفها تماما ويظهر لها انعكاس صورته امامها بانعقاد حاجبيه وصوت انفاسه الهادرة حتى اصابها التوتر لتلتف له متسائلة 
ايه في حاجة
ظل على وضعه صامتا لمدة من اللحظات يتأمل بشرتها وتلك العلامات المتبقية من اثار معركة الأمس حتى وقعت عيناه على تلك الشامة التي نال منها غير مكترث بما يسببه من الم لها وقد وضح الاثر جليا عليها الان لتندفع حمم سائلة بأوردته ورغبة جامحة تدفعه لتكرار الامر 
وفي نفس الوقت صوت ما بداخله ينادي بالترفق بها 
وما بين ذاك وذاك لم يشعر إلا بيده قد ارتفعت لتطبق اصابعه على وجنتيها المكتنزتين وهذه الشفاه المنتفخة بإغراء فدنى نحوهم دون سابق انذار ليلتهمهم بنهم يرتشف منهما ما يسكر عقله ويرطب عليه من التفكير المستمر. غير واعي ان كان شغف او جموح او عڼف وذراعه تعتصر خصرها فلم يستفق الا بدفعتها القوية له لتلتقط انفاسها ثم قالت لتوقفه وبصوت يهتز برجفتها
امي زمانها على وصول هي واخواتي البنات وعيلتك كمان دا الميعاد اللي قالوا عليه من امبارح.
بعد قليل 
وقد اجتمعت الاسرة في منزل الزوجية الجديد قبل ذهاب العروسين الى رحلتهم في قضاء شهر العسل في احدى المنتجعات الشهيرة كما هو مخطط من البداية.
وكما فعل بالأمس أجاد تمثيل الزوج السعيد بمهارة اذهلتها يتبادل النكات والمزاح مع اهل العروس ووالديه وشقيقته يظهر مشاهد السعادة الجمة بينها وبينه وهي تحاول مجاراته رغم حزنها المتفاقم لجرحه وما تسببت به من اذى لرجل بأخلاقه فهي الاعلم الان بحجم معاناته كم ودت ان يعود بها الزمن وتصلح كل ما فات او تمحيه من ذاكرة الزمن وذاكرتها لو كانت تعلم بما يخبئه القدر لها من عوض جميل ما كانت ابدا قللت من ذاتها بالارتباط بشخص فاسد وقميء مثل ابن خالتها ابراهيم فليجازيه الله بأفعاله.
وفي محبسه 
بالتحديد داخل مبنى المراحيض بزاوية مختصرة بعيدة عن اعين رجال الامن اجرى مكالمته الهاتفية عبر الهاتف النقال الذي استأجره من احد
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 27 صفحات