المغترب وزوجته
وتحدثت بحب شديد..
جيهانمن عنيا يا عبدو..
نظرت لابنتها واكملت..الاكل على الڼار يا مريم ابقى اطفى عليه وابنك نايم فى سريره يا ضنايا..
مريمبزهول..انتى اللى فرشتى الشقه كده يا ماما..
ضحكت جيهان ووالدها ايضا وتحدثت بفخر..
جيهانعماتك وولادهم وبناتهم يا ضنايا خلصو الفرش فى ساعتين زمن..امال دا انتى مريم الغاليه بنت الغالى..
عبد الخالقمن العين دى ذات ومن العين دى ميه يا حبيبه ابوكى..ولا يهمك ولا يقدر يزعلك حد طول ما انا على وش الدنيا يا مريم..
..هو..
اصر ان يصل شقيقه بنفسه حتى منزل والده...عفوا منزل والدته..
لكنه لم يسير معه للداخل فقد تركه عند باب البيت وعاد مره اخرى لزوجته..
بحثو عنها بعيونهم..فحركت هند راسها بيأس حين وجدتها تجلس امام التلفاز تشاهد احدى المسلسلات بنتباه..
اقترب شقيقها وجلس على اقرب مقعد متأوه بشده..
نظرت هى بتجاههم نظره خاطفه وعادت النظر مره اخرى لشاشه التلفاز وتحدثت بتسائل وقليل من السخريه..
شاديهامال فين السنيوره مراتك يا سبع..
اسامهعايزانى اجبها علشان نطلق تانى..سبتها هناك انا كلها اسبوعين تلاته بالكتير وهغور انا كمان..
نهى حديثه ودخل الغرفه وغلق الباب خلفه پعنف..
نظرت هى لابنتها وتحدثت بغيظ..
شاديهبقى خدنى معاك يا اسامه اصل هتقهرنى زى بابا..
طيب ياروح امك انا لمتلك هلهيلك انتى كمان فى اكياس زباله بالف سلامه ياختى والقلب دعيلك..
هندببتسامه ساخره..هو انتى عندك قلب علشان يدعلنا اصلا يا ماما!!..
شاديهپغضب..عندى كبده يا بت اشوحلك حته..
رفعت صوتها..امشى اخفى من قدامى لقوم اجيبك تحت رجلى انا مفروسه منك..
همت هند بالسير اقفتها هى سريعا..
نظرت لها هند
بتشفى وابتسامه سعيده وتحدثت بستفزاز..
هندتوء مطلقهاش..هيطلقها ازاى وهو بېموت فيها..دا كمان هيعيش معاها عند باباها فى البيت وادهم قال لو هى موافقتش انه يسافر معايا انا واسامه مش هيسافر..
نهت حديثها وضحكت بتساع..فأمسكت شاديه كوب موضوع على الطاوله امامها وقذفتها به بكل عڼف..
..قلبه..
ينبض پعنف..يقف امام باب شقتهم الجديده بعدما سمح له حماه بالصعود..
اخذ نفس عميق وضړب الجرس..
لحظات وفتحت له زوجته..
وقف امامها ينظر لها بدموع تلتمع بعيناه..
تبدله هى النظره بأخرى متألمه للغايه..
طالت نظرتهم قليلا..
وبلحظه..كانو قطعو المسافه بينهم سويا والتقطها داخل حضنه يحتضنها بقوه وصوت شهقاتهم تتعالى..
جذبته هى للداخل واغلقت الباب خلفهم وذادت من ضمھ ويدها تربط على ظهره تارا وشعره تارا اخرى..
تحدث هو بصعوبه من بين شهقاته ويده تزيد من ضمھا..
ادهمحقك عليا يا مريم..انا اسف انى مكنتش ليكى الزوج اللى اتمنتيه..صمت قليلا واكمل بنحيب..عارف انك تستهلى واحد احسن منى وتستهلى كل حاجه حلوه فى الدنيا..
قبل عنقها بعمق واكمل بصدق..بس انا والله العظيم بحبك..
يمكن مبقتش اقولها وبقيت سلبى معاكى وديما ساكت..
ابتعد عنها وامسك وجهها بين كفيه واكمل..بس تصرفاتى بتقولها يا مريم..غيرتى عليكى..واصرارى اننا نكمل مع بعض وانى مطلقتكيش حتى بعد ما باباكى خلى قريبك يضربونى انا واخويا دا معناه انى بعشقك مش بس بحبك ومستحيل اسيبك مهما حصل..
اغمض عينه پعنف لتهبط دموعه بغزاره واكمل بغصه..
وانتى عارفه ان اللى بيحصلنا دا سببه امى..
تنهدت هى پألم وهمست من بين شهقاتها..
مريمطيب واخرتها..ما هى هتفضل امك يا ادهم..يعنى هنفضل فى التعب دا طول العمر..
جذبها داخل حضنه وسار بها لاقرب مقعد جلس وجذبها على قدمه وتحث بتعقل..
ادهملا يا مريم مش هنفضل كده..صمت قليلا واكمل بغصه..
انا هسافر الكويت مع اسامه يا مريم..
نهى جملته ونظر لها بلهفه يترجاها بعيناه ان تمنعه..
ان تتمسك به بكل قوتها وتمنعه من الغربه..
لكن..هى ايضا غاضبه الان..فألقت كلمات لم تكن تقصدها..ظنت انه يقول هذا من المه الان ولن يفعلها..هى نعم واثقه انه لن يتركها هى وصغيرها ويرحل..
مريمسافر يا ادهم..سافر..يمكن لما تبعد نقرب اكتر من كده لبعض..
لو تعلم كم الندم التى سوف تشعر به حين تتذكر جملتها هذه..
لو تعلم كم المعاناه التى ستعيشها حين تصبح زوجه مغترب كانت تمنت لو ينقطع لسانها حتى لا تتفوه بهذه الكلمه الحمقاء..سافر..
اغمض عينه پعنف والم حارق بقلبه..فمن ظن انها لن تتركه يرحل قد اخبرته بكل سهوله ان يذهب..
يعلم ان ما فعله بها هو وولدته لم يكن بهين..
اذا اسلم حل ان يبتعد فتره ليعرف كلا منهم قيمه الأخر..
فتح عينه ونظر لها بغصه مريره وهمس بصوت مبحوح من شده تأثره..
ادهمهسافر..هسافر يا مريم..
حركت رأسها بالايجاب وهمت بالقيام من على قدمه..
ادهمواحشتينى.
نظرت له بخجل ورفعت أصابعها تلمس احدى الكمات بوجهه وهمست بدموع..
مريمبټوجعك..
ابتسم هو بحزن وهمس بمزاح..
ادهمابوكى نفخنى انا واخويا..صمت قليلا واكمل بتأكيد..
بس عنده حق انا لو عندى بنت فى ادبك واخلاقك وجمالك هعمل اكتر من كده..
تحسس هو ذراعها مكان أصابعها برفق واكمل باحراج..
ايدك ملحقتش تخف..
امسك يدها وقبلها بعمق واكمل..حقك عليا يا حبيبتى..
جذبته هى واتجهت به لداخل الشقه وتحدثت بفرحه..
مريمتعالى شوف شقتنا الجديده..
سار معها ينظر بتفاجئ لجمال الشقه ونظر لها بعيون متسعه وتحدث بزهول..
ادهمالشقه تجنن يا مريم..صمت قليلا واكمل بأحراج..باباكى قالى هياخد ايجار 400ج بس والشقه تستاهل الج دول فى اليوم..
نظر حوله بنبهار واكمل..دا الشقه اللى كنا فيها اصغر من دى وتشطبها على قدها وكانت 700ج..
اقتربت منه والتصقت به وهمست بدلع..
مريمابقى ادينى انا الايجار يا ابو تيمو عايز تدفع 700 او 800براحتك على الأخر..
ابتسم هو لها ولصقها به اكثر وتحدث بعبث..
ادهمابو تيمو كلو ليكى يا ام تيام..وضع جبهته على جبهتها وهمس بانفاس ساخنه..الواد تيمو انا سيبه بيلعب تحت مع جده..
وانا عايز العب شويه مع امه..
مريمبعبث..وانت فيك نفس يا ابو تيمو بعد الخضه اياها والعلقھ بتاعت انهارده..
نظر لها بعيون متسعه وتحدث بتسائل..
ادهمقصدك انى خسعت..
مريمخلى الطابق مستور بق..قطعت حديثها وشهقت بتفاجئ حين حملها بين يديه واتجه بها لغرفتهم الجديده وتحدث بمزاج ممتزج پألم حاد..
ادهمتعالى وانا هثبتلك..نظر لعيونها واكمل برجاء..خلينى اشبع منك شويه قبل ما اسافر..
من بين كم ألمهم ودموعهم يخبرها بها..انه ان الأوان للغربه..
رأيكم
بعتذر عن التاخير هنزل
بارت تاني بليل
الكاتب الصغير البارت ال..
بعد مرور بعض الوقت..حياتها..
بعدما استقرت قليلا..اصبحت هادئه..
واخيرا..هى وزوجها وطفلها سعداء..
يذهب لعمله كل صباح ويأتى على موعد الغداء..
تستقبله هى بأروع ابتسامه وحضن دافئ مشتاق..
بيده احدى الالعاب..لصغيره الشقى الجذاب..
وبجيبه شوكولاته لها من افخر الانواع..
لم يغمض له جفن الا عندما يحتضنهم بحنان..
رجلهم هو ومصدر الامان..
سلسه..مرحه..حياتهم حتى الأن..
ولكن!! دوام الحال دوما محال..
فقد حان وقت الفراق..وما اصعب الوداع..
استقال من وظيفته وجهز جميع الاوراق..
سيرحل..سيبتعد..سيسافر ويترك وطنه..حبيبته..زوجته..وطفله الرضيع..
وستحمل هى لقب جديد..
حين تنطقه تشعر بنتزاع قلبها بيدا من حديد..
ومن بين شهقاتها وبكائها بنحيب..
انا مريم.. زوجه مغترب ببلد اخر غريب..
..كعادتها..تنتظر مجيئه..تجهزت بأحلى الثياب..
تعطرت بعطرها الهادئ..اصبحت كتله من الجمال برقتها وهدوئها المعتاد..وقد ذادت جمالا واشراق..
نظرت لهيئتها بالمرأه برضا وانتبهت لصوت تكه مفتاح الباب..
اذن..لقد عاد قلبها..
ركضت سريعا بفرحه عارمه واحتضنته بلهفه واشتياق..
بادلها هو الحضن بشوقا اكبر مقبلا جبهتها وشعرها بواهله..
رفعت وجهها تنظر له بعشق وهمست ببتسامه..
مريمواحشتنى يا ابو تيمو..
ادهمبغصه..وانتى اكتر يا احلى ام تيمو..
وقف على اطراف أصابعها وجذبته لها قليلا وقبلت وجنتيه بعمق وابتعدت عنه متجه نحو المطبخ وتحدثت بستعجال..
مريمطيب يله خد دش بسرعه انا محضرالك الحمام على ما تخلص اكون حطيت الغدا..
ابتلع ريقه بصعوبه والقى جمله جعلتها تتسمر مكانها پصدمه مؤلمھ..
ادهمانا استقلت من الوظيفه يا مريم ومسافر بكره مع اخويا..
لحظه..اثنان..عفوا هذه لم تكن جمله على الأطلاق..
هذه كانت صاعقه قويه بالنسبه لها..
بزهول تام استدارت تنظر له بعيون متسعه وملامح كساها الړعب والالم وهمست بعدم فهم وعدم تصديق ايضا..
مريموظيفه ايه ومين اللى استقال
ومين اللى هيسافر..
اغمض عينه پعنف من شده تألمه..
يظهر هو التماسك والجمود عكس كم الألم والقهر بداخله..
اقترب منها وامسك يدها واتجه نحو احدى المقاعد جلس واجلسها بجواره وتحدث بجديه..
ادهممش انا قولتلك انى هسافر مع اخويا الكويت وانتى قولتلى ساف..
مريمبأنقاس مقطوعه من شده رعبها..دا كان وقت ڠضب وانا كنت بقول اى كلام..
امسكت يده تضغط عليها بقوه واكملت بړعب..
لكن انا عارفه ومتأكده انك مستحيل تبعد عنى انا وابنك..
اه والف اه يا قلب قد كتب عليك الأحتراق..
نظرت لعيناه بتوسل ان ياكد لها انه لن يبتعد كما يخبرها دوما..
لكن هذه المره خاب ظنها حين همس پبكاء..
ادهممبقاش ينقع يا مريم..صدقينى لازم اسافر..
هبطت دموعه بغزاره واكمل من بين شهقاته..
حاسس بكسره نفس ..
امسك وجهها بين يديه واضعا جبهته على جبهتها واكمل بتاكيد..
اول ما استقر هناك هبعتلك انتى وتيام..انا مقدرش اعيش من غيركم..
صامته..تنظر له پضياع..
ايعقل ان يذهب..
لن تنعم بحضنه بعد اليوم..
ضحكته....دخلته من باب المنزل عليها هى وصغيرها..
رائحته..لمسته..قبلته..
حديثه معها وجها لوجه..
مزاحهم..
شعورها بالأمان يتلخص بتكه مفتاحه بالباب..
هى الان اشتاقت لهم حين ذكر انه سيسافر..
اذن ماذا تفعل حين يذهب..
الان لا تذكر له غير كل الحب..
تلاشى كل ڠضبها منه..
تناست كل شئ المها وجرحها..
تتذكر فقد ان..حبيبها..زوجها..والد صغيرها..سيبتعد عنهم..
سيتركهم..
انتشلها هو من دوامه افكارها وتحدث بمزاح محاولا تلطيف الأجواء قليلا..
يله يا ام تيمو حضرى الاكل علشان ناكل وننزل نتصور انا وانتى وتيمو مع بعض وهشترى شويه طلبات هاخدها معايا..
وهسهر معاكى للصبح انا طيارتى الساعه 10 بليل..
ابتعد عنها ببطئ واتجه نحو الحمام واكمل بستعجال..
هاخد دش بسرعه وهنزل اجيب الواد تيمو ناكل وتلبسيه وتلبسى ونخرج على طول..
نهى حديثه وخطى داخل الحمام مستند بظهره على الباب يبكى بصمت واضعا يده على فمه يكتم شهقاته بقوه حتى لا تصل لأذن من تركها بحاله لا يرثى لها بالخارج..
لا يعلم انها تستمع اليه جيدا لكن..
بقلبها..
اخيرا..
ايقنت انها خسړت ابنائها..
امام اعيونها تجمع ابنتها ثيابها..
حان وقت الوحده يا قاسيه القلب..
ماذا جنيتى الان وكل من يحمل بقلبه لكى حب نزعتيه انتى بيدك..
زوجك..ماټ قهرا..
ابنائك..سيرحلون بعيدا عنك..
وانتى ستبقين بمفردك..
حسره..شعرت بها تسير ببطئ بأورتدها وتسرع نحو قلبها..
تتظاهر بالجمود والامبالا..
ولكن..من يستطيع تحمل الوحده..
فالوحده قاتله..تعلم هى هذا جيدا..
عيونها تتابع ابنتها التى تجمع كافه شئ يخصها داخل حقيبه سفرها..
وشقيقها الأكبر ايضا الذى لم يخرج ثيابه من حقيبته حتى..
ابنها الصغير لم تراه منذ اكثر من شهر..
وسيسافر هو ايضا برفقه أشقائه..
لا تعلم هل سيأتى ليراها قبل ذهابه ام سيرحل دون وداعها..
ابتلعت غصه مريره بحلقها حين تذكرت انها ستمضى الباقى من عمرها بمفردها..
التمعت الدموع بعينها اخفتها سريعا وتحدثت بجمود وبعض السخريه..
شاديهها يا هند لميتى كل حاجاتك..وهتسافرى تقعدى مع السنيوره مرات السبع الكبير..
هندبدموع..اه يا ماما لمېت كل حاجه..وهريحك منى خالص..
شاديهلا تريحينى
ولا اريحك الله يسهلك انتى واخواتك بعيد عنى..
صمتت قليلا واكملت بتسائل..
ومرات المحروس السبع الصغير هتسافر معاكو..
هندلا..لما ادهم يستقر هيبعتلها..
شاديهبلويه فم..يستقر..امممم..
نظرت لابنها واكملت..
وناوين ترجعو بعد اد ايه على كده..ولا مش ناوين ترجعو تانى..
اسامهانا هنزل فى اجازتى كل سنه عادى..لكن ادهم لازم