قصة الورثة / قصة كاملة

لعله يرضى
عنهما هكذا كان يتظاهر
خلدون اما سعد
فانه للحقيقه كان بارا
مرضيا يحب خدمه ابيه ونيل رضاه في جميع
الاوقات وليس يريد بذلك
التقرب بان ينال حصه من
املاكه وبعد قليل ياخذ الاب نفسا
عميقا ثم تخرج روحه ويرحل عن الدنيا
فبدا خلدون وسعدون يبكيان
عليه وبسرعه خرج الخادم وهو يبكي حزنا على
فقدان
الاب واتى الى بيوت اعيان
المدينه فطلب منهم ان يحضروا الى بيت الاب
لالقاء نظره الوداع
عليه لقد كان الاب مشهورا في المدينه وهو
من اعلامها القدامى ورجالها الشرفاء
المخلصين الذين يهتمون بخدمه الصغير قبل
الكبير وهو ايضا كان محبوبا من جميع اهل
المدينه فلما ان جاء الاعيان الى بيته
والقوا نظره الوداع
عليه بداوا في استذكار سيرته الجميله
وصفاته الطيبه واخلاقه
الحميده واثنوا عليه بكل
خير ثم تقدموا بالمواساه
والتعزيه الى ابنيه خلدون
وسعدون ولما ارادوا ان ينصرفوا من البيت
قاطعهم سعدون
بقوله لا اراكم الله مكروها في احبابكم يا
اعيان
المدينه ولكن كما
تعلمون فان ابي ترك وراءه املاكا ومالا
كبيرين ويجب علينا ان نقسم الميراث
والافضل ان نعجل به طالما لا يوجد هناك
مانع يمنع من
ذلك فما هو
رايكم الټفت الاعيان الى وجوه بعضهم ثم
قالوا بصوت
هادئ ما تتحدث به هو عين الصواب يا
بني ولكن لو تمهلت لايام
قليله حتى ننتهي من القيام بواجب ابيك
رحمه الله
تعالى استغل خلون العباره
الاخيره فخرج عن صمته وقال بنفس غاضبه
وصوت
عال يرحم الله اهل الزمن
القديم لم يتركوا لنا مثلا الا
واطلقو وصدقوا اذ
يقولون
لقد ماټ اهل
الحياء كيف لك يا سعدون يا اخي يا ابن امي
وابي كيف لك ان تفكر في مثل هذه الامور
وابوك قد ماټ ولم يجف عرقه حتى
الان اين الحياء
والادب شعر سعدون بالخجل امام
الحاضرين وكذلك احس بانه قد تسرع في هذه
المره
فما كان منه الا ان التزم الصمت وانشغل مع
اخيه خلدون في القيام بواجب العزاء
يهما فمرت عليهما ثلاثه ايام قد جاء الى
البيت جميع الوجهاء واعيان المدينه في
تعزيته ومواساته بفقد
ابيهما وتوصيته بان يكو كما كان هو في
حياته
وبعد ان انتهت ومرت بسلام ايام العزاء
الثلاث عاد سعدون الى بيته فراته ابنته
ليلى التي اقتربت منه وجلست الى جواره
تحاول ان
تواسيه بعد رحيل
جدها ولكن مهما
حاولت يبقى الفقد صعبا ولا تخفف المواساه
منه مهما كانت
حاول سعدون في اول جلسته مع ابنته الوحيده
ليلى ان يشكي لها
همه وحزنه بعد وفاه
ابيه فلقد كان يحبه ويهتم به ويحرص على
العنايه
به وتلبيه كل ما يطلبه
منه ويقول لها بكل صراحه
ووضوح انها الحقيقه الكامله التي لا
تغطيها الشمس ولا تغطيها قوه الانسان
وشبابه يبقى الانسان صغيرا وقليل الخبره
يا
بنيتي عندما يكون بجوار
والديه فان رحل الابوان عن
الدنيا يعرف الانسان تلك
الحقيقه ويشعر كما لو انه طفل
صغير استمعت ليلى كل تاثر واهتمام لما
يقوله لها ثم سالته قائله قل لي يا ابي ما
الذي جرى في بيت عزاء جدي رحمه
الله يبدو لي انني سمعت صوت جدال اشتد
بينك وبين عمي خلدون وابنه عمر اليس
كذلك رد عليها سعدون وهو يشعر بالضجر
والڠضب نعم ما سمعتيه من جدال كان
صحيحا ان ابي رحمه الله عليه قد ترك لنا
مالا كبيرا
وراءه ويمتلك ايضا بستانا
للكرز والبيت الكبير الذي يسكن فيه وحينما
كنت مقيما في ذلك البيت واقوم باستقبال
القادمين لمواساتي في
ۏفاته كان اخي الاكبر خلدون يجلس بجانبي
على
كرسيه وهو يقول لي هذا البيت يجب الا يتم
تقسيمه لانه ميراث
لعائلتنا وورثه ابونا عن
اجداده فقلت له ولكن كيف ساحصل على نصيبي
من
الميراث فانا اخوك ومن حقي ان احصل على
النصف
هنا قال
خلدون اسمع يا اخي انا اكبر منك سنا واكثر
خبره ودرايه في هذه
الامور ساسكن في البيت الكبير ليكون نصيبي
من
الميراث عندها فكرت يا بنيتي كثيرا فقلت
له ولكن بستان الكرز سيكون لي بالتاكيد
اليس كذ
اجاب خلدون بانفعال وسرعه كلا لو كان
البستان ملكا لابي لمنحك اياه وجعلته من
نصيبك ولكنني اشهد على