قصة الورثة / قصة كاملة

ان ابي قد باع
البستان لاحد
الرجال الذين يسكنون على حدود واطراف
المدينه وبينما كانت ليلى تستمع الى ما
يتحدث به
حتى
سالته وهل تاكدت يا ابي بان جدي قد باع
البستان
بالفعل اقصد هل رايت ورقه تثبت ملكيه
الرجل
للبستان رد
والدها نعم يا ابنتي وللاسف
الشديد تساءلت ليلى ولكن كيف لجدي ان يبيع
شيئا من
املاكه انا اعلم جيدا انه يحب ان
يشتري ولا يحب ابدا ان
يبيع لابد يا ابي وان في الامر شيئا لا
افهمه ادرك سعدون من حديث ابنته ان هناك
شيئا
مجهولا يجب عليه ان
يعرفه ثم تساءل بينه وبين نفسه اجل اين
بستان
الكرز اني على يقين تام من ان ابي رحمه
الله لم يقم
ببيعه في ذلك
الحين اتفقت ليلى مع ابيها وطلبت منه ان
طلعت الشمس ان يذهب على الفور الى بيت
عمها خلدون ويساله عن
البستان فلا بد وانه يعرف شيئا
عنه وفي تلك الليله رجع خلدون الى بيته
وبصحبته ابنه
عمر فبدا يتحدثان ويتسامرون
وكان خلدون يمسك بورقه وهو يحكم قبضه يده
عليها ويقول لنفسه بينه وبين
حاله لن اسمح لاحد مهما كان ان يصل
اليها ويرد عمر عليه بكل تاكيد يا ابي هذا
حقنا
ولن نفرط به او نتنازل عنه مهما كلفنا ذلك
من ثمن
ومشقه لقد كانت تلك الورقه هي عقدا يوصي
فيه الاب الى ابنه الاصغر سعدون ويمنحه
بستان الكرز ليكون ملكا خالصا
له لقد كتبها والده قبل مۏته بخمسه
ايام ولم يرها احد سوى خل الذي اكتشف
وجودها
بالصدفه تحت وساده ابيه فما ان راها في
تلك اللحظه حتى خباها على الفور في
ملابسه وظل محتفظا فيها الى هذه
اللحظه فكر خلدون فيما يجب عليه ان يفعل
بالورقه فاستشار عمر
قائلا يا بني اريد شورتك ورايك في هذه
المساله لدي عقد يتنازل فيه جدك عن بستان
الكرز لصالح عمك
سعد واريد ان يصبح البستان لي دون ان يشك
احد في
ذلك فكر عمر بهدوء في ذلك
الامر حتى جاء في باله صديقه
خالد
فقال خالد لا يحل تلك المشكله الا
خالد فهو شاب في مقتبل العمر لديه خبره في
الفصل بين
المتخاصمين وهو في منصب ومهنه تشبه مهنه
القاضي بالاضافه الى انه ذو مكانه وهيبه
في قصر خليفه
المدينه ويستطيع الدخول الى هناك متى شاء
ساعرض على الامر في اول مره
اراه وفي صبيحه يوم الغد خرج سعدون من
بيته بصحبه ابنته ليلى التي رغبت في
الخروج معه الى
السوق لشراء بعض ما يلزمها من احتياجات
البيت
والطعام ثم تحدثت مع ابيها واوصت الا يترك
قصه
الميراث ټموت بسبب صمته وسكوته عن
حقه فلا يمكن ان يسكت عن الحق الا شيطان
اخرس اقتنع سعدون بما قالته ليلى واحس
بانه يتلقى الشجاعه
والقوه فاعد نفسه وتهيا للخروج الى بيت
شقيقه
خلدون ولقد راه يقف مع احد اعيان المدينه
عند اخر السوق ويتهامس فيما بينهما بحديث
وصوت
منخفض ترب سعدون من اخيه فصافحه وطلب منه
الاذن ليتكلم
لوحدهما فلما جاء اليه بدا سعدون يساله عن
ميراث
ابيهما وعرض عليه ان يقوم بتقسيمه بينهم
بالعدل وفي اسرع وقت
ممكن اظهر خلدون غضبه وعدم رضاه عن اقوال
شقيقه الاصغر فراح يساله باستنكار
واستغراب ما الذي اصاب عقلك يا
اخي هل وصل بك الجنون الى هذا
الحد لم يمضي على مۏت ابينا اسبوع كامل يا
رجل وها انت تطلب ان تقسم الميراث رد عليه
الاخ الاصغر محاولا ان يشرح له سبب رغبته
في ذلك
فقال يا اخي انت الكبير وتاج
راسي ولكني وقبل كل
ذلك اريد منك ان
تفهمني ان الحال ضيقه علي في
البيت لهذا لو بدات في تقسيم الميراث
وتوزيع الاملاك
بالعدل سوف تحل مشكلتي ان شاء
الله لم يجد خلدون مفرا من قبول مطالب
اخيه وقبل ان يعلن
موافقته اعاد سعدون كلامه فسال للمره
الاولى عن بستان
الكرز عندها ضحك خلدون بطريقه ساخره
فقال يبدو انك لا تعرف ان البستان قد باعه
والد لرجل يسكن على حدود
المدينه فكر سعدون وتعجب من
ذلك ثم اخبره انه لم يشهد