قصة خياط الحاكم

هذا المبلغ فانا وبيتي وتجارتي اولى
به
وبينما كان نهاد منسجما في الحديث حتى قال
له وماذا جرى بعد
فقال التاجر لقد رفضت بشده وكان ردي
مفاجئا للقائد
فاخذ يوبخني ويحقر من شاني
وكانني مجبر على اعطائه ذلك المبلغ ثم امر
جنوده فجاءوا بسرعه وقاموا بالقاء خارج
القصر
فقال نهاد
سامحك الله ايها التاجر العزيز لقد كنت
اظن ان امرا جللا قد حدث معك
فقال التاجر مهلا يا صاحبي في اليوم
التالي ارسل القاضي اليه
فلما وصلت اخبرني بان علي مخالفه في
بضائعه
وسادفع ثمنها الف وخمسمائه درهم
فتشوق نهاد سائلا اياه وماذا فعلت فقال
ليس باليد حيله لقد قمت بدفع المخالفه
والا لاصبحت في السچن
وهذا هو سبب تاخري عليك والان هذا هو
المبلغ ثلاثه الاف درهم في هذه الصرر
وبامكانك ان تعدها درهما تلو الاخر
فشكره ثم غادر مباشره
ودخل نهاد الى الدكان
وراى عماله فاخذ يذكرهم بالخير
ويشجعهم بكلماته الطيبه ثم قال لهم
والان يا احباب قد اقترب وقت الظهيره
فماذا تحبون ان تاكلوا اليوم
فعرف انهم يحبون صفائح اللحم بالخبز من
عند الفران
وذهب في طريقه اليه حتى وصله
واوصاه بان يرسل اجيره لكي يبعث الغداء
الى الدكان
ثم انطلق نهاد متوجها الى بيت اخته
وهناك عند الباب شاهد صهره على خارجا
فصافحه ورحب به ثم اقسم عليه الا يغادر
حتى يتناول معه الغداء اليوم
فاوصاه بان ينتظره لحين عودته وقال البيت
بيتك
وفرحت اخته بهيه لما راته ضاحكا الوجه
وجهزت له القهوه ثم جاءت وشربتها معه
ثم سالها عن الزوجه المناسبه
فقالت له ان هناك بنتا في السابعه
والعشرين من عمرها ابنه جارتنا اليتيمه
وهي تعيش مع اخيها وزوجته وذات خلق طيب
فلم يكن هناك بد من موافقته على رايه فهو
يؤمن منذ صغره ان اخته تملك رايا سديدا
ولها مشوره لا تخيب فطلب منها ان تذهب
للمراه وتراها
وتطلبها بشكل رسمي
فوافقت وبعد وقت قليل
استاذنت للذهاب للمطبخ ثم جاء صهره علاء
ومعه الطعام الجاهز
فتناولوه جميعهم ورجع نهاد بعدها الى بيته
وقام بوضع صوره الدراهم في خزانته الخاصه
واخذ قيلوله بعد الظهيره ويستريح بها
فاحسك ان حياه جديده مقبله عليه وبدات
الاحلام تتوارد اليه وهو يتساءل عن هذه
المراه
وهل ستكون مثل زوجته رحمه الله
ولما انقضت ساعه القيلوله استيقظ على صوت
الباب الذي يقرع فقام من فراشه وذهب وهو
ېصرخ اني قادم انتظر لحظه فلما فتح الباب
راى احد الجنود فقال له تفضل ماذا تريد
فاخبره بان سمعان قائد الجنود بعثه في
طلبه لامر مهم بينهما
واوصاه بان لا يتاخر مطلقا فقال له نهاد
حسنا اخبره انني ساكون ماثلا بين يديه
مساء اليوم
فصړخ الجندي في وجهه وقال
الان ستذهب معي
عندها قام نهاد بتبديل ملابسه وراح في
طريقه مع الجندي وهو يحاول ان يستفهم منه
عن سبب مجيئه
ولكنه لم يحصل على كلمه واحده
حتى وصل الى القلعه وهناك انتظر حتى خرج
احد العامه من المكتب فدخل نهاد الى
القائد سمعان
وقام الاخير بالترحيب والاستقبال المبالغ
فيه
واجلسه مقابله
فشرع في الحديث حول التجاره والسوق
واحواله
وطوال هذه الجلسه
ونيهاد يشعر بالغرابه والدهشه
فالقائد سمعان يتعامل معه كانه اخوه او
احد المقربين وذوي النفوذ عند جناب الحاكم
فاستفسر قائلا العفو منك ايها القائد
المحترم ما الذي تريدني به من وراء هذه
الاسئله كلها
فقال سمعان لا تقلق ايها الكريم
ولكنني قد وقعت في ورطه ماليه وان اختي قد
تركت الديار وسافرت في رحله علاجيه
فبقيت هناك في البلاد الاخرى وحيده وليس
هناك من يعطيها المال الذي تحتاجه لحين
مداواتها
فقاطعه نهاد انها حقا مسكينه ولكن عفوا
ايها القائد الا تخبر مولانا الحاكم بذلك
فانه من خيره الناس ولن يقبل بذلك
وحتما سيعطيك المبلغ
صحيح نسيت ان اسالك كم هو المبلغ المطلوب
نظر القائد الى الاسفل
والعبرات توشك ان تسقط من عينيه ثم قال
مولانا الحاكمه تقول
للاسف هذه مظاهر خداعه فلم يستطيع احد ان
ينقذني من هذه الضائقه غيرك
فاستجوبه نهاد وكم تريد مع العلم انني
ساحاول تحصيله من التجار