قصة الحمّال وأخيه الوالي

اريد لابني ان يستقر في
حياته ليدير المزرعه وشؤون
الحمالين فانشغل ابننا بمحاوله ارضائه
لعمه ليزو ابنته شغله عن اداره امور
المزرعه وانا الان بامس الحاجه اليه بكامل
تركيزه
وقوته فلا اخفي عليك يا زوجتي
العزيزه انني قد سمعت ان عدي يضمر لي الشړ
بسبب انصراف الحمالين عنه واستئجار للجمال
والخيول من
مزرعتي وهنا شعرت زوجته بالقلق والضيق
وقالت له يا الهي ولماذا لم تخبر اخاك
فانت اخو الوالي ويجب ان يهابك الحمالون
والتجار فابتسم عثمان بمراره وقال لها
للاسف يا
جليله جميع التجار
والحمال يعلمون بالعداوه التي يكنها عبد
الله لي وانا اتمنى ان استطيع ان انهي هذه
العداوه اليوم بزيارتي له في
القصر فانا احب اخي وارجو ان نعود مقربين
كما كنا في
الماضي فرتت جليله على كتف زوجها وقالت له
فلتذهب يا عزيزي الى
اخيك وسادو لك الله بان تتبدل قسوه قلبه
الى طيبه وحب
فقال لها زوجها اللهم امين يا زوجتي
الحبيبه وودع عثمان زوجته وامتطى
جواده وتوجه به نحو قصر
اخيه وحين وصل الى هناك طلب من الحراس ان
يسمحوا له
بالدخول الا ان رئيس الحرس لم يسمح له
بذلك وهنا ڠضب عثمان وقال لرئيس
الحرس هل جننت كيف تمنعني من الدخول
لمقابله اخي فصاح به رئيس الحرس
قائلا لقد امرنا الوالي ان نمنع من دخول
القصر لذا فلتعد من حيث اتيت قبل ان اعطي
اوامري للحرس بالقبض عليك وزجك بالسجن
فصاح عثمان
انا لا اصدق ان اخي هو من اعطى لك هذه
الاوامر لهذا سوف ادخل لمقابلته مهما
كلفني الامر في هذا
الوقت كان عمر ممتطيا
فرسه ومتوجها الى المرفا الذي يقع بالقرب
من قصر
عمه فراى جمعا من الناس وسمع صوت ابيه
بينهم فنزل عن فرسه واسرع نحو
القصر وما ان اقترب من
البوابه حتى فجع من هول ما
راى فقد راى احد الحراس يدفع
اباه وقبل ان يسقط عثمان ارضا ركض عمر نحو
ابيه وامسكه قبل ان
يسقط ثم نظر پغضب نحو قائد الحرس وقال له
كيف تجرؤ على التعرض لابي يا هذا
فابتسم قائد الحرس
بتحد وهنا لم يتمالك عمر نفسه وركض نحو
الحارس
ليضربه فاستوقفه ابوه
قائلا
فليسامحني
كفانا ما حدث فصاح عمر پغضب قائلا لا يا
ابي لقد اهانك قائد الحرس
فاما ان يعتذر لك او ان تقم منه لما
فعله فقال له
والده الله هو المنتقم الجبار يا
ولدي هيا بنا الى
المنزل فنظر عمر الى قائد الحرس
پغضب ثم ساعد اباه على امتطاء جواده وركب
هو الاخر على
فرسه واتجه الى منزلهما
وهنا تفرق الناس الا
رباح الذي كان يقف مستترا وراء احد
الاشجار وشاهد كل ما حدث واعتلت وجهه
ابتسامه
شماته ثم توجه الى بيته وهناك قال
لابيه هل بلغك ما حدث اليوم مع عثمان
وابنه عند قصر
الوالي فقال له ابوه لا ماذا حدث
هناك فحكى له رباح ما حدث وحينها قال له
عدي الان تاكدت بان الوالي لا يكترث لامر
اخيه لذا فل ننفذ ما اتفقنا عليه
اليوم فقال له ابنه فلنفعل يا
ابي وفي مساء هذا اليوم كان عمر يجلس
شاردا في
المزرعه وحين ساله احد الخدم ان كان يريد
شيئا قال له كيف حال
ابي فقال له
الخادم ان سيدي نائم
بغرفته لم يخرج منها منذ عودتك ما معا
صباحا فظهر الڠضب على ملامح عمر وخرج من
المزرعه متوجها الى قصر عم
وذهب نحو البوابه
الشرقيه ودخل من باب سري
بها وحينها وجد لؤلؤه بانتظاره قرب
البحيره التي اعتادا اللقاء
عندها وبدت لؤلؤه تحت ضوء القمر كح من
الجنه بجمالها
الاخاذ وشعرها الاسود الطويل المنسدل على
كتفيها
وملامحها
الرقيقه وحين رات عمر والڠضب يرتسم على
ملامحه حاولت ان تهدئ من روعه
قائله ارجوك يا عمر لا تحقد علي فانا لا
املك من امر ابي
شيئا وانت تعلم جيدا انني احب واحترم عمي
عثمان فهو على عكس ابي طيب المعش
دمث الخلق يعطف على الفقراء
والمحتاجين بالاضافه الى انه
ابوك وانت تعلم يا عمر انك اقرب لي من
نفسي فهدا كلامها