انس

أي الرسمة الغريبة دي 
_ده أنس صاحبي يا ماما ساكن في الدولاب هنا...
ده كان رد مدثر إبني لما لقيته قاعد بيرسم في رسمة بشعة وعمال يكلمها ويضحك!...
الحكاية بدأت بدري أوي من بداية ما تم مدثر سنتين وبدأ يبص في زوايا المنزل ويضحك ويشاور رغم أن مفيش حد حوالينا وقاعد معانا.
لما سألت صحابي قالولي أن كل الأطفال بيحصلهم كده ودي مجرد ملائكة بتلاعبهم وهما بس اللي بيشفوهم لكن الموضوع مطلعش كده نهائي.
أنا ومدثر عايشين لوحدنا بحكم سفر زوجي بره مصر وبينزل إجازة كل ست سبع شهور.
ابتديت أسمع همس وصوت كركبة كتير بليل خصوصا وقت نوم مدثر..

وأوقات كتير كنت أسمع ضحكة مدثر ولما أدخل اوضته الاقيه نايم ومبيتحركش.!. كل دي علامات استفهام خلتني اقلق وأخاف وابتدي أتابعه.
وفي يوم صحيت بدري على صړاخ مدثر قومت منفوضة وجريت على اوضته بسرعة لقيته فوق الدولاب وبيعيط!..
نزلته وانا مش فاهمة هو ازاي قدر يطلع المسافة دي ومفيش سلم ولا اي حاجة محطوطة قدام الدولاب مركزتش في اي شئ وقتها من خۏفي عليه.
وقتها زعقتله وأنا مش مدركة الموقف اانت أي طلعك فوق كده افرض وقعت اتكسرت
ولما هديت ووقفت احضرله اكل في المطبخ ومر كام ساعة من الموقف ابتديت أفكر في تفاصيل طلوع مدثر حصل إزاي بالأساس وهو طوله ميتعداش متر
خرجتله الصاله وكان قاعد بيرص مكعبات وقتها قولتله مدثر أنت طلعت إزاي ع الدولاب كده أنت سوبر مان ولا اي
حبيت اهزر عشان يحكيلي وميخافش لكن اتفاجئت وهو بيضحك ويقولي هو كمان بيقولي كده.
أنا خۏفت وقتها أسأل هو مين أنا عارفة أن الأطفال في عمر الخمس سنين تصرفاتهم عجيبة وأحيانا كمان بيكون خيالهم واسع.
مر اليوم عادي وحاولت مفكرش كتير وتاني يوم زارتني حنين سلفتي مرات اخو جوزي الكبير كانت حالتها صعبة وقاعدة تبكي وحزينة طلبت من مدثر يدخل اوضته عشان نتكلم براحتنا.
وقتها حنين قالتلي انها لسه راجعة من عند الدكتورة وقالت نفس الكلام اللي قالوه كل الدكاترة للأسف مفيش أي مانع لتأخير الحمل .
بدأت ټنهار وهي بتقولي أنا خلاص مش هخلف
تاني ومش هكون أم خلاص بعد ما ماټ إبني الاولاني بسببي مش هعرف اخلف تاني.
حاولت أهديها واقولها أن اكيد هي مش سبب في مۏته مفيش أم هتتمنى ده على ضناها وأكيد ده نصيبه وعمره في الدنيا وربنا قادر يعوضها في الوقت المناسب.
كانت حالتها صعبة جدا برغم إني بتعمد اتلاشاها وأبعد عنها لأني مبرتحلهاش وبحس في عيونها بشئ مريب وغامض لكن موقفها كان صعب خصوصا أن أبنها اتوفى من خمس سنين وهو كبير عنده تلت سنين ومن وقتها وموضوع الأمومة بقا شبه مستحيل رغم أن مفيش أسباب مرضية.
مشيت حنين من عندي ودخلت أشوف مدثر لأني غبت عليه كتير كنت مفكرة هدخل الاقيه نايم لكن لقيته قاعد بيرسم رسمة بشعة جدا ومرعبة وهو مش متمكن في الرسم!
سألته وانا قلبي مقبوض أي الرسمة الغريبة دي
رد عليا وهو بيشاورلي ده أنس صاحبي يا ماما ساكن هنا في الدولاب....
مستحيل مستحيل ده يحصل أنس ده يبقى ابن حنين اللي ماټ!... إزاي مدثر عرف إسمه وهو مېت قبل ما يتولد وعمري ما كلمته عنه!...
قلبي وجعني وجريت عليه حضنته وانا بستعيذ من الشيطان أكيد ده شيطان وعايز يأذيه...
خدته معايا اوضتي وأنا مش عارفة أتصرف لا قادرة أسأله عن صاحبه أنس ولا قادرة أقوله اي شئ وهقوله ازاي وده طفل لا يفقه شئ في حياته عن المۏت والحياة.
فضلت مخلياه